عاجل

حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب المسيئين.. الأزهر يحذر من هذا الأمر

صلة الرحم
صلة الرحم

رغم التطور التكنولوجي وتوسع وسائل التواصل، تراجع حضور صلة الرحم في حياة كثير من الأسر، وباتت المجاملات العائلية تُختصر في رسائل نصية أو مكالمات متقطعة، فيما غابت زيارات الود والقرابة التي كانت تُعد من أبرز سمات المجتمع المصري والعربي.

ففي وقتٍ يزداد فيه الانشغال بالماديات وضغوط الحياة، تهدد القطيعة الأسرية تماسك النسيج الاجتماعي، رغم أن صلة الرحم ليست فقط من أسمى القيم الأخلاقية، بل فريضة دينية وردت في القرآن الكريم وأكد عليها النبي محمد ﷺ مرارًا.


صلة الرحم في القرآن والسنة


حث القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة على أهمية صلة الرحم، حيث قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ” (النساء: 1). كما جاء في الحديث النبوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُبسط له في عمره فليصل رحمه” (رواه البخاري).

حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يُكثرون من الإساءة


يقول مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية: من المعلوم أن الله تعالى حث المؤمنين المستجيبين له سبحانه ولرسوله ﷺ أن يصلوا أرحامهم؛ فقال تعالى: {وَاتَّقُوُا اَللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ}. [النساء: 1] ولا خلاف في أن صلة الرحم واجبة في الجملة، وقطعيتها معصية عظيمة؛ قال تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ}. [محمد: 22].


وأضاف المركز: من هنا نعلم أن صلة الأرحام من الطاعات المهمة التي أمر بها رب العالمين عز وجل. وربما يصل الإنسان رحمه فيقطعها من يصلهم، وربما يحسن إلى ذوي رحمه فيسيئون إليه، وقد حدث ذلك على عهد سيدنا رسول الله ﷺ، وجاءه رجل يشكو من مثل ما يشكي منه السائل الكريم، من إساءة وسوء معاملة، فعن أبي هريرة، أن رجلًا قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني، وأُحسِن إليهم ويُسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال: «لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المَلَّ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك». [أخرجه مسلم].

 
ونصح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية المسلم بالصبر على إيذائهم، وابتغاء المثوبة والجزاء الجزيل من رب العالمين على ذلك، وإن كنت على يقين أنهم لن يَكُفُّوا عن الإساءة لك ولأهلك، فلتكن صلتك بهم بأدنى درجات الصلة، في المناسبات والأعياد، وتهنئتهم في أفراحهم، وعيادة مريضهم، ومواساتهم في مصابهم، ولو عن طريق الهاتف، ولكن يحرم عليك القطيعة بشكل كامل.


عقوبة قطيعة الرحم في الدنيا والآخرة


1. الحرمان من رحمة الله:
• قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يدخل الجنة قاطع” (رواه مسلم). يشير الحديث إلى أن قاطع الرحم يُحرم من رحمة الله ومن دخول الجنة، وذلك لأنه ارتكب ذنبًا عظيمًا يعارض تعليمات الله ورسوله. يُعد هذا التحذير من أقوى العقوبات الدينية التي تهدد قاطع الرحم، حيث يبعده عن رضوان الله.
2. إفساد العلاقات الاجتماعية:
• قطيعة الرحم تترتب عليها عواقب اجتماعية وخيمة؛ إذ تُضعف الروابط الأسرية وتؤدي إلى التفكك الاجتماعي. وبالتالي، يعيش الشخص في عزلة اجتماعية، كما يفقد الدعم العاطفي والمالي الذي يوفره التواصل مع الأقارب. تؤدي هذه الفجوة الاجتماعية إلى زيادة التوترات والمشاكل بين الأفراد.
3. الآلام النفسية والمعنوية:
• قاطع الرحم يشعر بتأنيب الضمير ويعيش في حالة من الندم على قطع العلاقة مع أقاربه. كما أن القطيعة قد تؤدي إلى تراكم الحقد والعداوة بين أفراد الأسرة، مما يزيد من شعور الشخص بالوحدة والعزلة.
4. إيقاف البركة في الرزق والعمر:
• في حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: “من أحب أن يُبسط له في رزقه ويُبسط له في عمره فليصل رحمه” (رواه البخاري). ويُفهم من هذا الحديث أن صلة الرحم تجلب البركة في المال والعمر، في حين أن قطيعة الرحم تؤدي إلى تقليص هذه البركات.
5. استجابة دعاء الآخرين:
• قاطع الرحم يُحرم أيضًا من استجابة دعاء الآخرين له. فعندما يقطع الشخص صلته بأقربائه، قد يبتعد عن الدعاء لهم أو عن تقديم الدعم في أوقات الحاجة، مما يقلل من فرص استجابة دعاء الآخرين له.
 

تم نسخ الرابط