بعد 30 يونيو.. منال العبسي: المرأة شهدت تمكين غير مسبوق وتشريعات دامجة

أكدت الدكتورة منال العبسي، رئيس الجمعية العمومية لنساء مصر، أن ثورة الثلاثين من يونيو شكلت نقطة تحول محورية في مسيرة تمكين المرأة المصرية وذوي الهمم، سواء على المستوى السياسي أو الاجتماعي، وهو ما انعكس بوضوح في الواقع التشريعي والتنفيذي لمصر خلال العقد الأخير.
جاء ذلك خلال استضافتها ببرنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا" المذاع على فضائية "CBC"، حيث شددت منال العبسي على أن ما تحقق بعد الثورة هو ثمرة لإرادة سياسية واعية تؤمن بأهمية مشاركة المرأة وكافة فئات المجتمع في بناء الجمهورية الجديدة.
حضور نسائي بارز
أوضحت منال العبسي أن المرأة المصرية، بعد 30 يونيو، استعادت مكانتها بقوة في المجال العام، وأصبح صوتها الانتخابي مؤثرًا في صناعة القرار، مضيفة: "شهدنا تحولات غير مسبوقة، فلم تعد المرأة مجرد عنصر تابع، بل صارت في مواقع القيادة والتنفيذ، وزيرة ومحافظة ونائبة برلمانية".
وأكدت منال العبسي أن حصول المرأة على كوتة مميزة داخل البرلمان لم يكن منحة، بل استحقاقًا أثبتته على أرض الواقع بقدرتها على الأداء، والتفاعل مع قضايا المجتمع، والمشاركة الفعالة في صياغة التشريعات.
مشاركة فاعلة في العمل الأهلي
أشارت منال العبسي إلى أن النساء كنّ حاضرات بقوة في العمل الأهلي والمجتمعي، لا سيما في المناطق الحدودية والريفية، خاصة وقت الأزمات والتحديات الكبرى، موضحه أن دور المرأة لم يقتصر على الدعم المعنوي أو الخدمي، بل تعداه إلى تنظيم المبادرات والمشاركة في جهود التنمية المستدامة.
صدارة الاهتمام الوطني
لم تغفل الدكتورة منال العبسي الإشادة بما تحقق لفئة ذوي الهمم بعد 30 يونيو، مؤكدة أن هذه الشريحة نالت حقوقًا غير مسبوقة من خلال قوانين وتشريعات دامجة، وفرت لهم فرصًا حقيقية في التعليم والرعاية والتوظيف، ودمجهم في مختلف مجالات الحياة.
وأكدت منال العبسي أن الدولة المصرية تبنت رؤية عادلة ومنصفة تقوم على اعتبار ذوي الإعاقة جزءًا لا يتجزأ من منظومة التنمية، وهو ما ظهر جليًا في تزايد أعدادهم في مؤسسات التعليم والرياضة وسوق العمل.
استراتيجية تمكين المرأة
أشادت منال العبسي بالاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة 2030، التي أطلقتها الدولة المصرية في إطار رؤيتها الشاملة للتنمية المستدامة، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية نجحت في تقديم برامج متكاملة للتدريب والتأهيل، ما ساهم في بناء كوادر نسائية قادرة على خوض غمار العمل السياسي والإداري والاقتصادي.
وقالت منال العبسي: "المرأة باتت شريكًا أصيلًا في رسم السياسات، وصناعة القرار، وليس فقط تنفيذ الأوامر أو العمل خلف الكواليس"، مؤكدة أن هذه الإنجازات تمثل نموذجًا عالميًا يُحتذى به في تمكين النساء.

تمكين حقيقي لا شعارات
اختتمت الدكتورة منال العبسي حديثها بالتأكيد على أن ما بعد 30 يونيو لم يكن مجرد مرحلة شعارات أو وعود، بل كان فصلًا جديدًا من فصول التمكين الحقيقي، الذي منح المرأة وذوي الهمم دورًا فاعلًا في صناعة مستقبل وطنهم، معتبرة أن هذا التحول التاريخي يعكس مدى نضج الدولة المصرية وإيمانها بأهمية التعددية والمشاركة المجتمعية في بناء دولة قوية وعصرية.