أنت منين يابيه.. قصة عم منصور مع محافظ المنيا والاستجابة ليتكفل بكُرسي متحرك
استجاب محافظ المنيا، اللواء عماد كدواني، في مشهد مؤثر يعكس عمق العلاقة بين المواطن والمسؤول، لطلب الحاج منصور، أحد أهالي قرية الجزائر يبلغ من العمر 80 عاماً، التابعة لمركز سمالوط، شمالاً، بتوفير كرسي متحرك له، بعد أن خاطبه بكلمات بسيطة ولكنها نابعة من القلب: "أنت منين يابيه.. شرفتنا ونورتنا"، ليأتي الرد إنسانيًا وعفويًا من المحافظ، الذي وعد على الفور بتلبية الطلب.
عطاء بلا حدود.. عم منصور يتبرع بأرضه للوحدة الصحية
الحاج منصور، رجل بسيط تجاوز عمره السبعين، لم يطلب لنفسه شيئًا طيلة سنوات، لكنه لم يتردد لحظة في التبرع بجزء من أرضه لإنشاء وحدة صحية تخدم قريته وقُرى مجاورة منذ 70 عاماً، وذلك بدافع وطني وشعور بالمسؤولية تجاه مجتمعه، يقول الأهالي إن ما فعله "عم منصور" لا يُقدّر بثمن، فبفضل تبرعه بدأت الوحدة الصحية في خدمة آلاف المواطنين الذين كانوا يعانون من بُعد المستشفيات وصعوبة التنقل.
محافظ المنيا يرد الجميل بكُرسي متحرك
وخلال جولة مفاجئة لمحافظ المنيا داخل القرية، اقترب عم منصور منه وقال ببساطة: "أنا بس عايز كُرسي أتحرك عليه يا بيه" عشان اروح الجامع أصلي فرد ربنا من غير متعب حد معايا ، فرد المحافظ بتأثر بالغ: "هجيبهولك بنفسي" وعلي حسابي الشخصي، مؤكدًا أن الدولة لا تنسى أبناءها المخلصين الذين يُقدمون من أجلها الغالي والنفيس.
تكريم رمزي لبطل شعبي
ما فعله عم منصور لم يكن مجرد طلب لاحتياج شخصي، بل جاء بعد تضحية حقيقية بأغلى ما يملك: أرضه فكان لزامًا على المسؤولين أن يردوا الجميل، ولو بجزء بسيط، المحافظ وجّه تعليماته الفورية إلى الأجهزة التنفيذية بسرعة توفير الكرسي المتحرك الكهربائي، وتكريمه بشكل لائق.
رسالة إنسانية تتجاوز الحدود
قصة عم منصور لم تكن مشهدًا عابرًا، بل هي رسالة قوية أن التغيير يبدأ من الناس، وأن المبادرات الفردية يمكن أن تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة المجتمعات، ما أظهرت هذه الحادثة أن صوت المواطن البسيط لا يزال يُسمع، متى كان صادقًا ونابعًا من القلب.
