مجدي الجلاد: الحكومة فشلت في التعامل مع حادث الدائري الإقليمي

شنّ الكاتب الصحفي مجدي الجلاد، والمحلل السياسي، هجومًا لاذعًا على أداء الحكومة في التعامل مع حادث مصرع 19 فتاة على الطريق الدائري الإقليمي، مؤكدًا أن الاستجابة الرسمية كانت باهتة ومخيبة للآمال.

وقال مجدي الجلاد، خلال حواره مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "الحكاية" على قناة "MBC مصر"، إن تعامل الدولة مع المأساة اتّسم بالبرود والجمود، في وقت كانت البلاد كلها تنتظر موقفًا إنسانيًا ورسميًا واضحًا.

غياب الوعي السياسي

وأوضح مجدي الجلاد أن أزمة غياب الوعي السياسي داخل بعض أروقة الحكومة باتت واضحة، مضيفًا: "سبق وأشرت في حلقة سابقة إلى أن عددًا من المسؤولين يفتقدون تمامًا للإدراك السياسي في التعامل مع الرأي العام، وكأنهم لا يدركون حجم الغضب الشعبي عند وقوع كوارث بهذا الحجم"، إذ أن كل مسؤول، سواء كان تكنوقراطيًا أو فنيًا، يجب أن يكون لديه الحد الأدنى من الوعي السياسي والاجتماعي لفهم حساسية المشهد العام.

أين بيان التعزية والتحرك الإنساني؟

وعبّر  مجدي الجلاد عن دهشته من غياب أي بيان رسمي من مجلس الوزراء لتقديم العزاء لأهالي الضحايا، قائلاً: "وفاة 18 أو 19 فتاة من أجل لقمة عيش لا تتجاوز 120 جنيهًا يوميًا كفيلة بأن تُحدث زلزالًا إنسانيًا وسياسيًا في أي دولة تحترم نفسها وشعبها، لكن الحكومة لم تتحرك بالشكل اللائق، ولم تصدر حتى بيان عزاء."

وأضاف مجدي الجلاد: "المواساة لا تكلف شيئًا، ورغم ذلك لم نرَ تحركًا جادًا لتقديم الدعم النفسي أو المادي للأسر المنكوبة، وهو ما يعكس خللاً كبيرًا في طريقة فهم الدولة لمسؤولياتها."

الحكومة لا تشعر

وأشار مجدي الجلاد إلى أن هناك قناعة داخلية لدى بعض أطراف السلطة التنفيذية على حد تعبيره بأنها لا تعمل لصالح المواطن، قائلاً: "هل أنتم مقتنعون فعلاً أنكم موظفون عند الشعب؟ المواطن هو من يدفع الضرائب التي تموّل رواتبكم، ومع ذلك لا يشعر أنكم في خدمته."

وتطرق مجدي الجلاد إلى مسؤولية الدولة المباشرة عن الفوضى المرورية، مؤكدًا أن حوادث السير، مثل القيادة عكس الاتجاه أو تعاطي المخدرات، تندرج جميعها تحت مسؤولية الحكومة. وأضاف: "من المسؤول عن فرض النظام وتطبيق القانون غير الحكومة؟ غياب الرقابة على الطرق وتهالك البنية التحتية، كلها مسؤوليات تنفيذية لا يجب التهرب منها."

ولفت إلى أن التحقيقات المصورة من موقع الحادث تظهر بوضوح أن هناك من كان يسير عكس الاتجاه، وهو ما يؤكد أن الحكومة تتقاعس عن ضبط السلوكيات المخالفة.

تقييم كارثي لأداء الحكومة

وفي ختام حديثه، وصف مجدي الجلاد أداء الحكومة في هذه الأزمة بأنه لا يتجاوز واحد من عشرة، مشددًا على أن استمرار هذا النهج سيؤدي إلى اتساع فجوة الثقة بين المواطن والدولة. ودعا إلى إعادة النظر في طريقة تعامل السلطة التنفيذية مع الأزمات، ليس فقط من الناحية الأمنية أو الفنية، بل من الزاوية الإنسانية والسياسية أيضًا.