انتهاك السيادة القطرية يُعقّد دعوة طهران للتقارب مع الخليج

دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الأحد، إلى تعزيز التعاون مع دول الخليج و"فتح صفحة جديدة" في العلاقات الإقليمية، في وقت أدان فيه مجلس التعاون الخليجي الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدف أراضي دولة قطر، واعتبره انتهاكًا خطيرًا لأمن المنطقة.
تعزيز التعامل مع الخليج
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن "بزشكيان" قوله، خلال اجتماع لمجلس الوزراء في طهران، إن إيران مستعدة "للتعاون الشامل مع مجلس التعاون الخليجي"، مؤكداً على "الحاجة الملحة إلى تقوية الأواصر وتطوير التعاون بين الدول الإسلامية".
وأضاف الرئيس الإيراني أن طهران تأمل في فتح صفحة جديدة في علاقاتها مع جيرانها في الخليج، وذلك عبر الحوار والتفاهم، بما يسهم في استقرار المنطقة وتجاوز الخلافات السابقة.
انتهاك السيادة القطرية
لكن هذه الدعوة التصالحية اصطدمت بواقع أكثر توتراً، بعد أن أدان جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، الهجوم الصاروخي الإيراني على الأراضي القطرية، واصفًا إياه بأنه "انتهاك صارخ للسيادة، وتهديد مباشر لأمن دول المجلس كافة".
وقال البديوي في بيان رسمي: "الاعتداء الإيراني يمثل خرقاً واضحاً للأعراف الدولية، خاصة أن دول الخليج، وفي مقدمتها قطر، كانت تبذل جهوداً مكثفة للتهدئة ووقف إطلاق النار، وتفاجأت بهذا التصعيد العسكري غير المبرر."
وأكد أن "أمن دول المجلس وحدة لا تتجزأ، والمجلس يقف صفًا واحدًا مع قطر في مواجهة أي تهديد".
غموض الموقف الأمريكي
وفي سياق متصل، استمرت حالة الغموض حول حجم الضرر الذي تسببت به الضربات الأمريكية الأخيرة للمنشآت النووية الإيرانية. وبينما يتمسك الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتصريحاته التي تؤكد أن "البرنامج النووي الإيراني قد دُمر بالكامل"، تقول مصادر رسمية إن تقييم الأضرار سيستغرق وقتًا أطول.
وقال ترامب في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأحد:"لقد دُمرت منشآتهم بشكل غير مسبوق، وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل مؤقتاً."
حجم الخسائر الإيرانية
من جانبها، نفت كارولاين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، دقة ما يتردد في وسائل إعلام بشأن تقليل إيران من حجم الخسائر، قائلة:
"فكرة أن مسؤولين إيرانيين يعرفون ما حدث تحت مئات الأقدام من الأنقاض، هي محض هراء. لقد انتهى برنامجهم للأسلحة النووية.
موقف متناقض
ويرى مراقبون أن التناقض بين الدعوة الإيرانية للتقارب والهجوم على قطر يضعف أي محاولة لبناء الثقة، ويزيد من حدة التوتر في المنطقة. وبينما تدعو طهران للسلام، تُتهم في الوقت نفسه بتوسيع رقعة النزاع، مما قد يعقّد جهود الوساطة الإقليمية والدولية.