وزير الخارجية: نرفض تقسيم سوريا أو المساس بوحدتها

أكد الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، أن موقف مصر من الأزمة السورية ثابت وواضح، ويتمثل في الانحياز الكامل لإرادة الشعب السوري ودعمه في خياراته، لكنه في ذات الوقت عبّر عن قلق عميق بشأن استمرار التحديات الأمنية والسياسية التي تواجه سوريا.

جاء ذلك خلال لقائه مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج "كلمة أخيرة" على قناة "ON"، حيث تناول بدر عبد العاطي أبرز محاور الموقف المصري تجاه الأزمة السورية والتحديات التي تهدد استقرار المنطقة.

انحياز للشعب السوري

شدد بدر عبد العاطي على أن مصر تقف إلى جانب الشعب السوري دون أي حسابات سياسية ضيقة، مؤكدًا:"مصر تنحاز لإرادة الشعب السوري وخياراته الحرة، وهدفنا الدائم هو استقرار سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها."

لكنه أشار بوضوح إلى أن الوضع الأمني في سوريا ما زال مقلقًا بدرجة كبيرة، مشددًا:"لدينا مصادر حقيقية للقلق فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في سوريا، وهذه التحديات تتطلب جهودًا جادة لتجاوزها."

عملية سياسية شاملة

أوضح بدر عبد العاطي أن مفتاح الحل للأزمة السورية يكمن في إطلاق عملية سياسية شاملة تضمن مشاركة كافة الأطراف الفاعلة وتستند إلى قرارات الشرعية الدولية، قائلاً:"لا يمكن تحقيق استقرار دائم في سوريا بدون تسوية سياسية عادلة تشمل الجميع."

كما شدد بدر عبد العاطي على أن مصر تؤمن بضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، وترفض بشكل قاطع أي محاولات لتقسيم الدولة السورية أو المساس بمقدراتها الوطنية.

خطر المقاتلين الأجانب

سلّط بدر عبد العاطي الضوء على أحد أبرز مصادر التوتر في سوريا حالياً، وهو وجود المقاتلين الأجانب داخل الأراضي السورية، وخاصة المنخرطين في ما يُسمى بـ"الجيش الوطني السوري"، محذرًا: "لا يمكن الحديث عن استقرار حقيقي في ظل استمرار وجود عناصر أجنبية مسلحة داخل بنية الجيش الوطني، لأن ذلك يُقوّض فرص السلام ويمس بسيادة الدولة السورية."

وأوضح بدر عبد العاطي أن مصر تنسق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتعامل مع هذا الملف المعقّد، وتدفع في اتجاه إخراج المقاتلين الأجانب كجزء من أي تسوية سياسية قادمة.

موقف مصري ثابت

اختتم بدر عبد العاطي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تنظر إلى استقرار سوريا باعتباره ركيزة أساسية لاستقرار الإقليم بأسره، وأنه لا يمكن فصل الأمن القومي العربي عن أمن سوريا، قائلاً: "مصلحة مصر الأكيدة أن تكون سوريا دولة مستقرة وقوية وموحّدة، وهذا لا يتحقق إلا بتسوية سياسية تُنهي سنوات المعاناة وتحارب الإرهاب وتعالج جذوره."

دعم مصري للشعب السوري

تعكس تصريحات الوزير بدر عبد العاطي رؤية مصر الواضحة في الملف السوري، القائمة على دعم وحدة الدولة، ورفض التدخلات، والتأكيد على الحل السياسي. وفي ظل تصاعد التحديات، تؤكد القاهرة أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ، وأن مستقبل سوريا لا يجب أن يُحدده السلاح أو التدخل الأجنبي، بل إرادة السوريين وحدهم.