إيران تطالب واشنطن بوقف التصعيد اللفظي .. و«سخرية» ترامب من المرشد
أعربت وزارة الخارجية الإيرانية ،عن إدانتها الشديدة لما وصفته بالتصريحات السخيفة والتصرفات غير المدروسة الصادرة عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي اعتبرتها موجهة بشكل مباشر إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي وإلى الشعب الإيراني بأكمله.
وذكرت الخارجية في بيان نشرته عبر قناتها الرسمية على تطبيق "تليجرام" أن تصريحات ترامب تمثل انتهاكًا واضحًا ليس فقط للأعراف الأخلاقية والدبلوماسية، بل للمبادئ الإنسانية والقوانين الدولية، وعلى رأسها ميثاق الأمم المتحدة، الذي ينص على احترام الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.
وأكدت الوزارة، أن هذا النوع من الخطاب لا يعد مجرد تطاول على القيادة الإيرانية، بل هو إهانة لحضارة تمتد آلاف السنين، كما أنه يُسيء لمشاعر مئات الملايين من المسلمين حول العالم، ويعكس استخفافًا صارخًا بقيم الشعوب وثقافاتها.
وجاء في البيان أن "السلوكيات المتغطرسة والتصريحات المهينة ضد إيران وشخصياتها التي تحظى بالاحترام داخل البلاد وخارجها، تُفاقم من حالة الرفض والكراهية تجاه السياسات الأمريكية المتقلبة وقصيرة النظر، وتنسف مزاعم واشنطن حول رغبتها في الحوار والانفتاح".
وفي رسالة مباشرة للمسؤولين الأمريكيين، دعت الخارجية الإيرانية، إلى وقف التصعيد اللفظي والابتعاد عن الخطاب العدائي، ومحاسبة الولايات المتحدة على خروقاتها للقانون الدولي، خصوصًا الهجمات التي استهدفت منشآت نووية سلمية إيرانية، بالإضافة إلى دعمها المتواصل لـ"جرائم النظام الصهيوني" في حق الإيرانيين والمنطقة.
ترامب يهاجم المرشد الإيراني
أعلن ترامب عن إيقاف كافة الإجراءات المتعلقة بتخفيف العقوبات على إيران وقيادتها، بعد تصريحات للمرشد خامنئي وصف فيها الهجوم الإيراني الأخير بأنه "صفعة قاسية للولايات المتحدة"، مؤكدًا أن إسرائيل "انهارت أمام الضربات الإيرانية".
وقال ترامب، المواقع النووية الإيرانية الثلاثة الشريرة قد تم تدميرها بالكامل، مضيفًا أنه يعرف مكان وجود المرشد الأعلى علي خامنئي، لكنه رفض السماح لإسرائيل أو للجيش الأمريكي الذي وصفه بأنه "الأعظم في العالم" بتنفيذ عملية اغتياله.
وختم الرئيس الأمريكي تصريحاته بنبرة ساخرة قائلاً: "لقد أنقذت حياته من موت بشع ومهين، ولا أحتاج منه أن يقول: شكراً، الرئيس ترامب!"
خامنئي: الضربة الإيرانية بداية لتحول استراتيجي
وفي وقت سابق أكد المرشد الإيراني علي خامنئي،/ في خطاب متلفز أن إيران لا تسعى للحرب، لكنها لن تتهاون مع محاولات فرض الإملاءات. واعتبر أن الهجوم الصاروخي الأخير ضد مواقع إسرائيلية يمثل نقطة تحول استراتيجية في ميزان القوى الإقليمي.
وأوضح خامنئي أن الضربات الأخيرة جاءت ردًا على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة على دول محور المقاومة، مشيرًا إلى أن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية مثل القبة الحديدية ومقلاع داوود فشلت في اعتراض الصواريخ الإيرانية، التي أصابت مواقع عسكرية حساسة لم تكشف إسرائيل عن تفاصيلها.
وحذّر المرشد الإيراني من تجاوز الخطوط الحمراء مرة أخرى، قائلاً إن "الرد القادم سيكون أشد وأوسع"، داعيًا الدول الغربية إلى مراجعة دعمها غير المشروط لإسرائيل، الذي قال إنه يشكّل أحد أبرز أسباب التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.
