عاجل

منى عبد الغني: كفى تبريرًا للناس.. إرضاء الجميع وهم يستهلك طاقتك النفسية

الإعلامية منى عبد
الإعلامية منى عبد الغني

في رسالة توعوية صادقة وملهمة، تحدثت الإعلامية منى عبد الغني عن قضية اجتماعية تلامس حياة كثيرين، وهي إرهاق النفس بمحاولات تبرير الأفعال والتصرفات للناس باستمرار، وذلك خلال تقديمها لحلقة من برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، المذاع عبر قناة CBC، مؤكدة أن محاولة إرضاء الجميع وهم لا يتحقق، ويؤدي إلى استنزاف الطاقات النفسية والعاطفية بلا طائل.

متى نتوقف عن التبرير؟

طرحت منى عبد الغني سؤالًا محوريًا: "متى يتوقف الإنسان عن تبرير تصرفاته للناس؟"، مشيرة إلى أن كثيرًا من الناس يعيشون في "محكمة مجتمعية مفتوحة"، وكأنهم مطالبون دائمًا بتقديم تفسيرات لأبسط اختياراتهم، مثل: لماذا لم تتزوج؟ لماذا لا تنجب؟ لماذا تعمل في هذا المجال؟

وأكدت منى عبد الغني أن الإنسان يصل للسلام النفسي حين يدرك أن رضا الناس غاية لا تُدرك، وأن الأهم هو رضا الله وراحة النفس.

التبرير عبء نفسي 

أوضحت منى عبد الغني أن الاستمرار في التبرير للناس، خاصة من لا يفهم أو يسيء الظن، هو مضيعة للطاقة والوقت، وقالت: "بعض الناس يضعونك في قالب سلبي مهما أوضحت، فهم لا يريدون الفهم بقدر ما يريدون الانتقاد والتشكيك".

وأضافت منى عبد الغني أن العلماء يرون أن كثرة التبرير قد تتحول إلى عبء نفسي مزمن، يدفع الشخص للقلق المستمر، وفقدان الشعور بالحرية والراحة.

التفسير مطلوب فقط 

رغم دعوتها للتوقف عن التبرير الدائم، فرّقت منى عبد الغني بين التبرير المرهق، و"التوضيح المشروع في حالات درء الشبهات"، مشيرة إلى مواقف قد تتطلب التوضيح، كأن تعود امرأة متأخرة من العمل أو تصادف شخصًا في موقف غامض.

وساقت منى عبد الغني مثالًا من سنة النبي محمد ﷺ، حين رافق السيدة صفية خارج المسجد وأوضح لمن رآه أنها زوجته، درءًا لسوء الظن.

وقالت منى عبد الغني: "حين تكون هناك مواقف قد تؤدي إلى ظن سيئ، لا مانع من التوضيح بنية طيبة، ولكن ليس لأننا مجبرون على تقديم كشف حساب لحياتنا".

إرضاء من لا يريد الفهم

شددت منى عبد الغني على أن بعض الناس يتعمدون إساءة الظن مهما أوضحت أو بررت، وأن الإنسان ليس مسؤولًا عن نوايا الآخرين.

وأضافت منى عبد الغني: "الذي يريد أن يحسن الظن بك سيفعل دون تفسير، والذي قرر أن يراك بصورة سلبية لن يغير رأيه حتى لو شرحت مئة مرة"، داعية إلى عدم استنزاف الطاقة النفسية في تبرير القرارات الشخصية، مؤكدة أن: "اللي بيحبك وبيصدقك، هيحسن الظن فيك من غير ما تشرح".

الستات مايعرفوش يكدبوا
الستات مايعرفوش يكدبوا

الخصوصية حق

اختتمت منى عبد الغني حديثها بالتأكيد على أن الخصوصية حق أصيل لكل إنسان، وأن له وحده الحق في اختيار ما يُعلنه من تفاصيل حياته.

كما أوضحت منى عبد الغني أن بعض المفاهيم المغلوطة في المجتمع، مثل ضرورة إعلان الزواج أو أسباب عدم الإنجاب، تتعارض مع حرية الفرد وكرامته، داعية إلى ثقافة احترام خصوصيات الآخرين دون تدخل أو إساءة.

تم نسخ الرابط