أشرف العشري: الجيش السوداني يحقق تقدمًا حاسمًا في مواجهة الدعم السريع

في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان، أكد أشرف العشري، محلل السياسي أن المواجهة المفتوحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أفرزت تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة، شملت سقوط عدد كبير من الضحايا، وانتشار المجاعة، ونزوح أعداد ضخمة من المواطنين، متابعًا: "ورغم هذه الظروف الكارثية، تمكن الجيش السوداني من دحر قوات الدعم السريع واستعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم ومدينة أم درمان، في خطوة وصفها بأنها "استحواذ وسيطرة ميدانية واضحة".
محاولات لتفتيت السودان
وأوضح أشرف العشري خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن هجوم قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر يعكس نوايا واضحة لتقسيم السودان، مضيفًا أن تلك المحاولات تُعد تهديدًا مباشرًا لوحدة البلاد، إلا أنه استبعد تمامًا نجاح مثل هذه المخططات، في ظل ما وصفه بـ"وجود قوى وطنية سودانية تقف على مسافة قريبة من الجيش، وتسانده في الحفاظ على وحدة التراب السوداني".
وشدد أشرف العشري على أن الدعم السريع، رغم امتلاكه كميات ضخمة من العتاد العسكري والدعم الخارجي، لا يمتلك القدرة الحقيقية على فرض واقع تقسيمي، خاصة في ظل الرفض الإقليمي والدولي لهذا السيناريو.
السودان ورفض للتقسيم
أشار أشرف العشري إلى أن فكرة تقسيم السودان تُقابل برفض واسع من قبل العديد من الجهات الدولية الفاعلة، من بينها الاتحاد الإفريقي، والجامعة العربية، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي، الذين يعتبرون أن تقسيم السودان ستكون له تداعيات كارثية على منطقة القرن الإفريقي بأكملها، ويهدد استقرار دول الجوار بشكل مباشر.
وأوضح أشرف العشري أن التقسيم سيؤدي إلى امتدادات أمنية خطيرة تشمل تفاقم الصراعات المسلحة وانتشار الجماعات المسلحة العابرة للحدود، ما يدفع المجتمع الدولي إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد هذا التوجه.
الجيش السوداني يستعيد
أكد أشرف العشري أن الجيش السوداني نجح مؤخرًا في استعادة زمام المبادرة العسكرية بعد سلسلة من الانتصارات التي حققها في العاصمة والولايات الثلاث المجاورة، مشيرًا إلى أن استمرار هذا التقدم قد يساهم في وقف زحف الدعم السريع، ومحاصرة فلوله، وتوجيه ضربات قاصمة تنهي تهديده العسكري.
وأضاف أشرف العشري أن تغير المواقف الإقليمية مؤخرًا، وتوقف بعض الدول عن دعم قوات الدعم السريع، يأتي كنتيجة مباشرة للجهود الدبلوماسية التي تبذلها القوات المسلحة السودانية، والتي ساهمت في تغيير المعادلة على الأرض.

مستقبل سياسي موحد
في ختام حديثه، أعرب أشرف العشري عن تفاؤله الحذر بشأن مستقبل السودان السياسي، إذا ما استمر الجيش في فرض سيطرته ومواجهة محاولات زعزعة الاستقرار، معتبرًا أن التماسك الوطني والدعم الشعبي للجيش، إلى جانب الموقف الدولي الرافض للتقسيم، يمثلون عوامل حاسمة في الحفاظ على وحدة البلاد، وفتح الطريق أمام حل سياسي شامل يعيد الأمن والاستقرار للسودان.