عاجل

خبير اقتصادي: اتجاه متصاعد نحو الذهب كملاذ آمن وسط أزمات الثقة العالميةI فيديو

الاقتصاد الأوروبي
الاقتصاد الأوروبي

أكد الخبير الاقتصادي، نديم السبع، أن تصاعد الدعوات في أوروبا لإعادة الذهب المخزن في الولايات المتحدة لا يعكس فقط مخاوف اقتصادية آنية، بل يمثل تحولًا استراتيجيًا في ميزان الثقة العالمي تجاه واشنطن وعملتها الأقوى "الدولار".

وقال نديم السبع، خلال مقابلة مع قناة "القاهرة الإخبارية" من العاصمة اللبنانية بيروت، إن هذه الخطوة ليست وليدة اللحظة، بل كانت مطروحة على الطاولة منذ سنوات، لكنها اكتسبت زخمًا جديدًا في ظل الأزمات الدولية المتصاعدة.

الحرب الروسية ـ الأوكرانية 

وأشار نديم السبع إلى أن الحرب الروسية ـ الأوكرانية وتبعاتها، لا سيما قرار الغرب تجميد الأصول الروسية في الخارج، بما في ذلك الذهب، شكلت صدمة حقيقية للكثير من الدول. هذه الحادثة دفعت بعض العواصم إلى إعادة تقييم مدى أمان أصولها الخارجية، وعلى رأسها الذهب المخزن في الخارج، تحسبًا لأي عقوبات أو تجميد مفاجئ.

يرى نديم السبع أن الذهب عاد بقوة كـملاذ آمن بديل عن الدولار، في ظل ما وصفه بـ"التخبط" الحاصل بين السياسات الرئاسية في الولايات المتحدة وقرارات البنك الفيدرالي الأمريكي. هذا التخبط، بحسب السبع، أدى إلى زعزعة ثقة الدول في النظام المالي العالمي القائم على هيمنة الدولار، ما دفعها للبحث عن أدوات احتياط أكثر أمانًا واستقلالية.

تحصين من العقوبات الخارجية

وأوضح نديم السبع أن الذهب المخزن داخل حدود الدولة يمنحها حصانة أكبر من العقوبات الدولية، بعكس الذهب المحفوظ في الخارج والذي يمكن أن يتعرض للتجميد أو المصادرة بسهولة. لذا فإن اتجاه بعض الدول لإعادة ذهبها من أمريكا، يُنظر إليه كإجراء وقائي لتحصين الاقتصاد الوطني في حال حدوث توترات سياسية أو فرض عقوبات مفاجئة.

وحول تأثير هذا التوجه على الاقتصاد الأمريكي، أوضح نديم السبع أن سحب الذهب من الولايات المتحدة لن يترك تأثيرًا ماليًا مباشرًا، لكن الخطورة تكمن في ضرب الثقة، وهي العنصر الأساسي الذي تعتمد عليه قوة الدولار. وأضاف: "الثقة هي جوهر الاقتصاد الأمريكي، وإذا اهتزت، فإن الهيمنة المالية لأمريكا تصبح مهددة".

نديم السبع 
نديم السبع 

هل تكون ألمانيا وإيطاليا بداية التغيير؟

وفي ختام حديثه، اعتبر نديم السبع أن نجاح دول كألمانيا أو إيطاليا في إعادة ذهبها قد يشكل سابقة خطيرة ويشجع دولًا أخرى، سواء من داخل أوروبا أو خارجها، على اتخاذ خطوات مماثلة. هذا السيناريو، إن حدث، قد يؤدي إلى تداعيات جيوسياسية واقتصادية عميقة، ويزيد من حدة الابتعاد التدريجي عن الاعتماد على الدولار في المعاملات الدولية.

ما كشفه نديم السبع يعكس بوضوح تصاعد أزمة الثقة في النظام المالي الأمريكي، ويؤكد أن النظام الدولي بصيغته الراهنة يتجه نحو مرحلة إعادة تموضع، فيها تتراجع أحادية الدولار ويُعاد الاعتبار للذهب كركيزة سيادية في السياسة الاقتصادية للدول.

تم نسخ الرابط