مفتي الجمهورية: دعم الملائكة للمؤمنين في معاركهم حقيقة قرآنية

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، أن انتصارات العاشر من رمضان تُعَدُّ من المحطات التاريخية العظيمة التي غيَّرت مسار الأمة الإسلامية وأعادت لها عِزَّتها وكرامتها، مشيرا إلى أن العاشر من رمضان يمثل درسًا عميقًا في التخطيط المُحكم والإعداد الجيد، وهو ما يجب استلهامه لمواجهة التحديات الراهنة.
حملات تشويه متعمدة
حذر فضيلة المفتي خلال حديثه في برنامج "اسأل المفتي" مع الإعلامي حمدي رزق، من المحاولات المتعمدة لتشويه نصر العاشر من رمضان، مشيرًا إلى أن هناك جهات منظمة تسعى إلى خلق هزيمة نفسية للعرب والمسلمين. وأكد أن هذه المحاولات تهدف إلى التقليل من قيمة هذا النصر العظيم الذي أعاد للأمة الإسلامية مجدها.
وقال مفتي الجمهورية: "لا يخفى على أحد أن هذه الحملات ليست عشوائية، بل تأتي ضمن خطة ممنهجة لضرب الروح المعنوية للأمة"، مشيرًا إلى أن انتصار العاشر من رمضان كان نتاجًا للإعداد المحكم والتخطيط الدقيق.
دعم الملائكة للمؤمنين حقيقة
أكد فضيلة المفتي أن دعم الملائكة للمؤمنين في معاركهم حقيقة قرآنية، واستشهد بقول الله تعالى: {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا} [الأنفال: 12]. وأضاف أن نصر العاشر من رمضان يمثل تجسيدًا حيًا لهذا التأييد الإلهي الذي منح الجنود قوةً تتجاوز إمكانياتهم البشرية.
وشدد الدكتور نظير عياد، على أن مقولة "الله أكبر" التي رددها الجنود لم تكن مجرد هتاف، بل كانت صيحة إيمانية تعكس الثقة بالله وتبعث الرعب في قلوب الأعداء، مؤكدًا أن هذا الشعار هو الذي أعاد للأمة عزتها وكرامتها.
التخطيط للمستقبل ضرورة شرعية
أشار فضيلة المفتي، إلى أن التخطيط للمستقبل يُعَدُّ ضرورة شرعية، مستشهدًا بالآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ} [الحشر: 18]. وأوضح أن انتصار العاشر من رمضان لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة تخطيط مُحكم وإعداد دقيق، مضيفا أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة إلى استلهام دروس العاشر من رمضان في مواجهة التحديات الراهنة، لافتًا إلى أن حب الشهادة والإيمان العميق كانا من أهم أسباب تفوق المسلمين في تلك المعركة.
الإسلام ييسر إجراءات الزواج
وفي حديثه عن القضايا المجتمعية، أشار فضيلة المفتي إلى أن الإسلام سهَّل إجراءات الزواج ولم يجعلها عبئًا ماليًا يُثقل كاهل الشباب. واستشهد بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوِّجوه»، مؤكدًا أن التقاليد المغلوطة والعادات الاجتماعية الخاطئة أصبحت عائقًا أمام تكوين الأسر.
وشدد المفتى، على أن عدم التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي بين الزوجين قد يؤدي إلى انفصال مبكر ويهدد استقرار الأسرة. وأوضح أن الزواج ليس مجرد ارتباط اجتماعي، بل هو علاقة تقوم على المودة والرحمة كما أكد القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا} [الروم: 21].
حرمان المرأة من الميراث ظلم بيِّن
تطرق فضيلة المفتي إلى قضية حرمان المرأة من الميراث، مؤكدًا أنه ظلم بيِّن وكبيرة من الكبائر. واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله قسم لكل ذي حق حقه فلا وصية لوارث»، محذرًا من أن من يُقدم على منع المرأة من ميراثها يُعرِّض نفسه لعذاب الله.
وفي ختام حديثه، شدد فضيلة المفتي، على أهمية استلهام دروس العاشر من رمضان في التخطيط والعمل الجاد، مؤكدًا أن الأمة الإسلامية قادرة على تجاوز التحديات إذا تمسكت بقيمها الدينية واتبعت نهج التخطيط والإعداد المحكم.