عاجل

مفتي الجمهورية يؤكد حرية الإنسان في الاختيار ومسؤوليته عن أفعاله

مفتي الجمهورية
مفتي الجمهورية

أكد فضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد -مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن علم الله الأزلي لا يعني إجبار الإنسان على أفعاله، بل هو علم كاشف لما سيختاره الإنسان بحرية. جاء ذلك خلال حديثه الرمضاني اليومي في برنامج "حديث المفتي".

وأوضح فضيلة المفتي أن الإنسان يدرك في حياته اليومية أنه يختار أفعاله بإرادته الحرة. فهو يُفكر ويُخطط ويتخذ قراراته دون إجبار، مما يؤكد مسؤوليته الكاملة عن اختياراته. وأشار إلى أن الله سبحانه وتعالى لا يحاسب الإنسان إلا على ما يقع ضمن دائرة اختياره الحر.

الله منح الإنسان العقل وحرية الاختيار

وأضاف مفتي الجمهورية على أن الله تعالى لم يترك الإنسان هملاً، بل وهبه العقل ليُميز بين الخير والشر، وأرسل إليه الرسل، وأنزل الكتب السماوية لإقامة الحجة عليه. وبيّن أن الإنسان يعيش في مجتمع تحكمه قوانين وضوابط، ومن يخرج عنها يُحاسب، ولا يُقبل منه الادعاء بأنه كان مُجبَرًا على مخالفتها. والأمر نفسه ينطبق على العلاقة بين العبد وربه.

وأكد أن الله تعالى يعلم ما سيفعله الإنسان، لكن هذا العلم ليس سببًا في إجبار الإنسان على الفعل. وضرب مثالًا بمدرّس يعرف مستوى طلابه ويُدرك من سيتفوق ومن سيرسب، لكن علمه هذا لا يُجبر أحدًا على النجاح أو الفشل، وإنما هو إدراك لنتائج أفعالهم واختياراتهم.

المغالطة بين علم الله والجبر

أوضح فضيلة المفتي أن الخلط بين "علم الله الأزلي" و"الجبر" هو منشأ الإشكال. فالله تعالى يعلم مسبقًا ما سيختاره الإنسان بإرادته، لكن هذا العلم لا يُؤثر على حرية الإنسان. وأكد أن الله يُحاسب العبد على ما يفعله بملء إرادته، وليس على ما هو مُجبَر عليه.

ولتعزيز هذا المفهوم، استشهد فضيلة المفتي بعدد من الآيات القرآنية التي تؤكد حرية الإنسان في الاختيار، منها قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256]، وقوله: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف: 29]، وقوله: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا} [فصلت: 46].

المسؤولية الفردية وأهمية حسن العمل

وأفاد مفتي الجمهورية، أن الإنسان ليس مُجبَرًا على أفعاله إطلاقًا، لكنه أيضًا ليس حرًّا بلا قيود، بل هو بين الأمرين. وشدد على أن الله تعالى لا يُحاسب الإنسان إلا على ما يدخل ضمن دائرته الاختيارية، رحمةً به وتخفيفًا عنه.

كما دعا فضيلته إلى التأمل العميق في معاني القضاء والقدر، والتفكر في النصوص الشرعية لفهم طبيعة العلاقة بين الخالق وعباده. وأكد أن الإنسان قادر على تغيير واقعه من خلال حسن العمل والتدبر في مفهوم الاختيار والمسؤولية الفردية.

تم نسخ الرابط