الدعم السريع ترفض هدنة الفاشر.. لا وقف للنار دون حل سياسي شامل

أعلنت قوات الدعم السريع رفضها القاطع لأي محاولة لفرض هدنة جزئية في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، رغم موافقة رئيس مجلس السيادة السوداني، عبد الفتاح البرهان، على المقترح.
وقال محمد المختار النور، المستشار القانوني لقوات الدعم السريع، في تصريحات اعلامية، إن قواته "لن تقبل بأي هدنة، جزئية كانت أو غيرها"، مشددًا على أن الحل الوحيد المقبول هو "وقف شامل لإطلاق النار ضمن إطار عملية سياسية متكاملة تعالج جذور الأزمة في السودان".
لا اتصال رسمي من الأمم المتحدة أو واشنطن
كما فنّد النور ما تم تداوله عن اتصالات أجرتها جهات دولية مثل الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة مع قواته، قائلًا: "لم نتلق أي اتصال رسمي بشأن الهدنة"، نافياً علمهم بأي خطة تهدئة من جهات دولية.
ويأتي هذا الرفض رغم إعلان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عن اتصالات تجري مع أطراف النزاع في السودان، قائلاً إنه تلقى ردًا إيجابيًا من البرهان، ويأمل أن يدرك الطرفان "خطورة الوضع الإنساني في الفاشر وضرورة تجنّب الكارثة".
الفاشر: مدينة شبه خالية ومحاصرة
بحسب النور، فإن مدينة الفاشر باتت شبه خالية من السكان المدنيين بعد أن "غادرها الآلاف نحو مناطق مثل طويلة وكرمة وجبل مرة"، مضيفًا أن من بقي داخل المدينة "هم فقط مقاتلون تابعون للجيش السوداني".
ويتعارض هذا التصريح مع تقارير دولية وحقوقية تشير إلى أن الفاشر لا تزال تؤوي نحو نصف مليون شخص، بينهم عشرات الآلاف من النازحين الذين فروا من مناطق القتال واستقروا في معسكرات تفتقر لأبسط مقومات الحياة.
الكارثة الإنسانية تتفاقم وسط انعدام الاستجابة
وبلغ الوضع الإنساني في الفاشر مستويات خطيرة. فقد حذرت الأمم المتحدة وجهات دولية أخرى من مجاعة وشيكة، خاصة مع استمرار الحصار المفروض على المدينة وتعذر وصول المساعدات الإنسانية.
وذكرت تقارير أن مخيمات النازحين تعاني من نقص حاد في الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية، وسط استمرار القتال والقصف المتبادل.
الدعم السريع: لا وقف للنار دون حل سياسي شامل
واختتم النور موقف قواته بتأكيد واضح: "لن نقبل بوقف إطلاق نار جزئي أو مرحلي"، مطالبًا بحل جذري ينهي الحرب بشكل شامل.
وفي ظل هذا الموقف المتشدد، تزداد مخاوف المجتمع الدولي من انهيار كل فرص الوساطة وتفاقم الوضع الإنساني في الفاشر وغيرها من مناطق دارفور، في وقت باتت فيه حياة مئات الآلاف معلّقة على خيط تفاهم سياسي لم يُنسج بعد.