فى مثل هذا اليوم من 10سنوات.. استشهاد المستشار هشام بركات على يد الإرهابية

لا يمر يوم 29 يونيو من كل عام دون أن تفوح منه رائحة الفقد وعبق التضحية، في الذكرى العاشرة لاستشهاد المستشار هشام بركات، النائب العام، ففي صباح الاثنين، 29 يونيو 2015، لم تكن شمس القاهرة كعادتها، أشرقت تحمل نورها، لكنها كانت تخفي في طياتها وجعًا عميقًا، حينما خرج الشهيد الصائم من منزله بهدوئه المعهود، يرتدي وقاره المعروف، متجهًا إلى ساحة العدل التي نذر نفسه لها، دون أن يعلم أن ذلك الصباح سيكون الأخير، وأنه في طريقه لكتابة سطور خالدة في سجل الشهداء.
يوم كارثى لاستشهاد المستشار هشام بركات
في لحظة غادرة، اخترق صوت الانفجار سكون مصر الجديدة، وتحول الموكب الرسمي للشهيد المستشار هشام بركات، إلى كتلة من اللهب والدخان، حيث تجمع الأهالى، وأعتلت صرخات السيدات، وهرع رجال الأمن لمكان الانفجار، لكن الكارثة كانت قاتلة، حينما انفجرت سيارة مفخخة بـ 50 كيلو من المواد المتفجرات قرب موكبه على يد مجموعة إرهابية بشارع عمار بن ياسر، ليؤكد ذلك الاغتيال أنه دليلا قويا على أن ثورة 30 يونيو 2013، هي ثورة على الإرهاب والتطرف الذى أخذ في الاتساع خلال حكم الجماعة الإرهابية وبدأ في التمدد لولا هذه الثورة المجيدة التي انهت هذا التطرف وبقى أثره حتى 2015 وقت اغتيال النائب العام.
المستشار هشام بركات ، من مواليد 21 نوفمبر 1950، تخرج في كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام 1973، وتم تعيينه وكيلاً للنائب العام حتى أصبح رئيس بمحكمة الاستئناف، ثم تم انتدابه رئيساً للمكتب الفني والمتابعة بمحكمة استئناف الإسماعيلية وقت نظر قضية محاكمة المتهمين في قضية أحداث ستاد بورسعيد، وهروب المساجين وأعضاء الجماعات الإرهابية من سجن وادى النطرون وقت 25 يناير.
ويعد المستشار هشام بركات من القضاة المدافعين على استقلال القضاء، وفى 10 يوليو 20213، رشحه مجلس القضاء الأعلى، لمنصب النائب العام بعد عزل المستشار عبد المجيد محمود النائب العام الأسبق، وادى اليمين الدستورية أمام المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية المؤقت، وبذلك أصبح هو النائب العام الثالث في مصر بعد 25 يناير، منذ هذه اللحظة التى عين فيها المستشار هشام بركات فى منصبه لم يكن سبيله ممهدا، وكان طريقه وعرا منذ تحمله الأمانة ومسئولية الدعوى العمومية والدفاع عن حق المجتمع، فمحامى الشعب فى مواجهة الإرهاب والفوضى ومطالب بتحقيق القصاص العادل من الإرهابيين الذين نشطوا فى ارتكاب العمليات الارهابية.
دوره فى تطوير منظومة العدالة
وحمل المستشار هشام بركات هموم المتقاضين فى مصر ورغب فى إصلاح المنظومة القضائية من خلال التحول الرقمى فى قطاعات النيابة العامة، حيث وقع فى يناير 2014 بروتوكول تعاون من شأنه تطوير منظومة العمل الرقمى كما أتاح قاعدة بيانات المتعلقة بأسباب ارتكاب الجرائم وعلاقة العوامل البيئية والبشرية بها، وحصل النائب العام المستشار هشام بركات على موافقة محافظ القاهرة بمنح الساحة المواجهة لمبنى دار القضاء لاستخدامها كجراج لسيارات أعضاء الهيئات القضائية وذلك بعد تكرار العديد من العمليات الإرهابية بمحيط دار القضاء العالى.

وفى 7 نوفمبر 2013 عقب تولى المستشار هشام بركات منصبه بخمسة أشهر، كلف مكتبه الفنى بفحص ومراجعة حالات المحبوسين احتياطيا بمختلف أنحاء الجمهورية على ذمة قضايا العنف التى شهدتها البلاد والمتهم فيها أحداث وشباب وكبار السن، لتحديد موقفهم القانونى ومدى ضلوعهم فى ارتكاب الجرائم محل التحقيق، حرصا منه على مستقبل الطلبة العلمى والظروف الصحية للمسنين، وبمجرد صدور قانون الكيانات الإرهابية فى فبراير 2015، شكل المستشار هشام بركات مكتب النيابة العامة للكيانات الإرهابية لإعداد قوائم الإرهابيين والكيانات الإرهابية، وساهم ذلك فى إدراج تنظيم «أنصار بيت المقدس» على قائمة الكيانات الإرهابية فى 16 إبريل 2015.
كما قام المستشار هشام بركات باستصدار نشرات حمراء من الإنتربول الدولى لضبط القيادات الهاربة من الجماعات الارهابية، وهو ما أفزع تلك القيادات الهاربة خارج البلاد، وقاموا بتدبير له عملية الاغتيال.