عاجل

غزة تحت النار.. مراكز توزيع الطعام تحولت إلى مصائد موت جماعي

الدفاع المدني بغزة
الدفاع المدني بغزة

كشف محمود بصل، المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة، عن فظائع جديدة ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين، مؤكدًا أن ما يجري في القطاع لا يمكن وصفه إلا بأنه سياسة قتل ممنهجة.

 وقال محمود بصل، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية يوستينا يوسف على قناة "إكسترا نيوز"، إن الاحتلال كثف خلال الساعات الأخيرة هجماته على مناطق حيوية ومراكز لتوزيع المساعدات، ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء.

وأشار محمود بصل إلى أن القصف استهدف شارع يافا المزدحم بالسكان مرتين متتاليتين، وأسفر عن استشهاد 19 مواطنًا، بينهم 9 أطفال، وإصابة أكثر من 50 آخرين بجروح خطيرة، واصفًا ما يحدث بأنه "مجزرة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال في غزة".

استهداف مراكز المساعدات

وأكد محمود بصل أن الاحتلال لا يكتفي باستهداف المنازل والمرافق المدنية، بل عمد إلى قصف مباشر لمراكز توزيع المساعدات، والتي تحوّلت إلى مصائد موت جماعي، قائًلا: "من يدخل هذه المراكز بحثًا عن الغذاء، قد لا يعود حيًا... أو يعود محمولًا على الأكتاف... أو لا يُعرف له طريق".

وأضاف محمود بصل أن هذا القصف ليس عشوائيًا بل مقصود وممنهج، رغم معرفة الاحتلال بوجود مئات المدنيين، ما يعكس نية واضحة لإحداث أكبر قدر من القتل والدمار، لافتًا إلى أن "المواطن يُجبر على التوجه إلى مناطق تقع تحت سيطرة الاحتلال للحصول على الطعام، فيُقتل في الطريق أو عند وصوله".

الدفاع المدني يواجه المستحيل

وفي ما يتعلق بجهود الإنقاذ، وصف محمود بصل الوضع في غزة بـالكارثي وغير المسبوق، موضحًا أن فرق الدفاع المدني غير قادرة على التعامل مع حجم الدمار المهول نتيجة القصف الإسرائيلي، خاصة في ظل انهيار البنية التحتية بالكامل، وبعد مواقع الاستهداف، ونقص المعدات اللازمة.

وأضاف محمود بصل: "نحتاج إلى معدات ثقيلة لرفع الأنقاض، وإلى إمكانيات طبية وأدوية ومخدرات لإسعاف الجرحى، وكل ذلك غير متوفر في غزة"، مشيرًا إلى أن المناظر المفجعة أصبحت مشهدًا يوميًا، حيث يعثر المواطنون على جماجم وأشلاء بشرية تحت الركام، في ظل غياب أي دعم دولي حقيقي.

المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة
المتحدث باسم جهاز الدفاع المدني في غزة

الآلاف الشهداء والمفقودين

كشف محمود بصل عن إحصائيات صادمة لحجم الضحايا، قائلًا إن عدد الشهداء الذين جرى الوصول إليهم حتى الآن يتجاوز الآلاف، فيما يبقى العدد الحقيقي أكبر بكثير، موضحًا أنه منذ 18 مارس وحتى الآن، هناك أكثر من 10,250 شخصًا لا يزالون تحت الأنقاض، إضافة إلى 10,000 آخرين سقطوا في القصف السابق.

وتابع محمود بصل: "نحن نتحدث عن ما يقارب 100 ألف شهيد، بين من نُقلوا إلى المستشفيات، أو من لا يزالوا مفقودين، أو من دُفنوا دون التعرف على هويتهم"، مؤكدًا أن غزة تمر بأسوأ كارثة إنسانية في تاريخها، وسط صمت دولي وعجز المنظمات الإغاثية عن تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان.

تم نسخ الرابط