كاميرا مع خيري.. ترصد شهادات أهالي ضحايا المنوفية: «عادوا في الأكفان»

في واحدة من أكثر اللحظات ألمًا وتأثيرًا، التقت كاميرا برنامج مع خيري، المذاع على قناة المحور، أهالي ضحايا حادث المنوفية الأليم، بعدما ودّعوا بناتهم بعد فاجعة مأساوية حوّلت قرية بأكملها إلى ساحة حزن.
الأهالي تحدثوا بقلوب دامية وعيون دامعة عن لحظات وداع لا تُنسى لبنات في عمر الزهور، خرجن بحثًا عن لقمة العيش، فوجدن الموت ينتظرهن على الطريق.
قصص كفاح تحولت إلى مآسي
وفي حوار لـ برنامج مع خيري، أمل طالبة في كلية التربية بجامعة السادات، كانت مثالًا للمثابرة، لم تكن تعمل بشكل دائم، لكن ضيق الحال دفعها إلى النزول أيام الإجازات لمساعدة والدها في مصاريف البيت، على أمل شراء بعض الملابس أو تجهيز نفسها للخطوبة. أما سمر، فلم تتجاوز الشهادة الإعدادية، وكانت تستعد للتقديم في المرحلة الثانوية، لكنها رحلت قبل أن تُكمل حلمها.
وأكمل برنامج مع خيري؛ أسماء حاصلة على دبلوم صناعي ومخطوبة، كانت تُجهز لزفافها وتساعد أسرتها في توفير مستلزمات البيت. تلك الفتيات لم يكنّ وحدهن، بل كنّ ضمن مجموعة من 19 ضحية، كلهن من قرى بسيطة، اعتدن الكفاح منذ الصغر، وخرجن من بيوتهن في الصباح بحثًا عن أملٍ صغير في حياةٍ كريمة.
ثلاث شقيقات في نعش واحد
إحدى الأسر روت لحظات الفاجعة بألم لا يُحتمل: "ثلاثة من بناتي خرجوا في الصباح للعمل، ولم يعد أيٌ منهم.. تلقينا الخبر المرعب فجأة، وفي لحظة وجدنا أنفسنا نستقبل النعوش، بدلاً من عودتهن سالمات"، وأضاف آخر: "إحداهن كانت تنتظر خطيبها الذي كان سيأتي لزيارتنا في اليوم التالي، لكنه جاء ليشارك في جنازتها".
جنازات ومأتم لقرية بأكملها
شهدت قرية كفر السنابسة ومحيطها جنازات جماعية لم تشهدها من قبل، الأهالي وصفوا المشهد بأنه "أكبر جنازة في تاريخ القرية"، حيث خرج الآلاف لتوديع بناتهن، في مشهد جمع بين الدموع والدعاء والحسرة، فيما قال أحد الشهود: "القرية كلها اتشحَت بالسواد، كأن الموت نزل على الجميع في لحظة واحدة".
إحدى الضحايا كانت قد أنهت دراستها بكلية الهندسة، وكانت تستعد لحفل التخرج، لكن القدر حوّل هذا اليوم إلى جنازة مهيبة، والدتها قالت: "كنت أجهز فستان تخرجها، فإذا بي أبحث عن كفن لها.. أي قلب يتحمل هذا؟".

دعوات بالقصاص والعدالة
الأهالي طالبوا بمحاسبة المسؤولين عن الطريق غير الممهد، والسائق المتعاطي للمخدرات الذي تسبب في الكارثة، وأكدوا أن دماء بناتهم يجب أن تكون وقودًا لتغيير حقيقي، يبدأ من إصلاح الطرق، وفرض الرقابة على السائقين، وضمان أن ما حدث لن يتكرر مرة أخرى.