عاجل

عالم أزهري يؤكد على وجوب صرف الزكاة في مصارفها الشرعية

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

أكد الدكتور يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، أن الزكاة، التي تُعد ركنًا أساسيًا من أركان الإسلام، لا تُقبل شرعًا إذا تم صرفها في غير مصارفها المحددة، مشددًا على أن هذا التصرف يُبطل أداء الزكاة ويجعل على المسلم إعادة إخراجها إلى المستحقين الشرعيين من الفقراء والمحتاجين.

وأوضح "جبر"، خلال حلقة جديدة من برنامج "أعرف نبيك" المذاع عبر قناة الناس، أن الزكاة تُعد عبادة مالية تنطوي على ضوابط دقيقة ومصارف شرعية واضحة يجب الالتزام بها لضمان قبولها. وأكد أن مخالفة هذه الضوابط تُفسد النية الصادقة وتمنع تحقيق الأثر المرجو من أداء هذه العبادة.

من أعطى زكاته لغني 

وقال يسري جبر: "من دفع زكاة ماله أو أوفى نذرًا واجبًا ثم اكتشف لاحقًا أن من أخذ المال ليس فقيرًا كما كان يظن، فإن الزكاة لا تُحتسب، ويجب عليه إخراجها مرة أخرى".

وضرب يسري جبر مثالًا واقعيًا بقوله: "لو أعطيت لجارك مبلغ 20 ألف جنيه ظنًا منك أنه محتاج، ثم عرفت بعد ذلك أن أولاده يرسلون له أموالًا من الخارج، وأنه يخفي غناه ويدّعي الفقر، فحينها لا تُحتسب هذه الزكاة، ويجب إعادة إخراجها إلى من يستحق فعلاً".

الصدقة التطوعية

أوضح يسري جبر أن هذا الحكم يختص فقط بالزكاة المفروضة – مثل زكاة المال السنوية أو النذور المالية الواجبة – أما الصدقة غير المفروضة، فإذا وقعت في يد من لا يستحقها، فإنها لا تُعاد، لأنها صدقة تطوعية بنيت على نية الخير.

وقال يسري جبر: "الزكاة عبادة مفروضة مثل الصلاة والصيام، ويجب أن تُؤدى بشروطها، بينما الصدقة التطوعية باب مفتوح للخير، يُثاب عليه صاحبه بنية العطاء فقط، حتى وإن لم تقع في يد فقير".

النية لا تعفي من المسؤولية

شدد يسري جبر على أن النية الصادقة وحدها لا تُغني في أداء الزكاة المفروضة، بل لا بد أن يقترن الإخلاص بتحرّي مستحقي الزكاة بدقة، لأن الأجر لا يُحتسب لمجرد النية الطيبة، بل بالفعل الصائب أيضًا.

وأضاف يسري جبر: "قال الله تعالى: (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)، أي أن المسلم مأمور بالخير، ولكن أيضًا باجتهاد في توجيه هذا الخير لمكانه الصحيح، لا أن يُعطى لمن يتظاهر بالحاجة وهو في الحقيقة مستغنٍ".

الدكتور يسري جبر 
الدكتور يسري جبر 

الزكاة مسؤولية مجتمعية 

اختتم يسري جبر حديثه بالتنبيه إلى أن الزكاة ليست مجرد مبلغ يُخرج في وقت معين، بل هي مسؤولية دينية ومجتمعية، ومظهر من مظاهر العدالة الاجتماعية والتكافل الإسلامي، ولهذا كانت دقتها في المصارف أمرًا بالغ الأهمية.

وشدد يسري جبر على أن التساهل في فحص أهلية مستحقي الزكاة قد يؤدي إلى ضياع حقوق الفقراء الحقيقيين، ويُعرّض المسلم لمساءلة شرعية، داعيًا المسلمين إلى التحقق جيدًا قبل إخراج الزكاة لضمان القبول والفلاح.

تم نسخ الرابط