عاجل

يسري جبر: قصة موسى والخضر تكشف أسرار القضاء القدريI فيديو

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

قال الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، إن قصة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام، تعد من أعظم القصص القرآنية التي تحمل دروسًا عميقة في فهم أقدار الله والتسليم لحكمته، وتُبرز الفرق الجوهري بين القضاء الشرعي والقضاء القدري.

جاء ذلك خلال ظهور يسري جبر في برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على شاشة قناة الناس، اليوم السبت، حيث أوضح أن هذه القصة تقدم نموذجًا راقيًا في فهم التوازن بين ما نؤمر به شرعًا، وما يقع قدرًا، وهو ما يحتاج إلى بصيرة روحية وعقلية واعية.

هل الخضر نبي أم ولي؟

وأشار الدكتور يسري جبر إلى وجود خلاف بين العلماء حول ما إذا كان الخضر نبيًا أم وليًا، لكن الرأي الراجح عند جمهور أهل العلم هو أنه نبي يُوحى إليه، مستدلًا بقوله تعالى على لسان الخضر: ﴿وما فعلته عن أمري﴾، أي أنه لم يتصرف بالإلهام أو الاجتهاد، بل بوحي من الله عز وجل.

وأضاف يسري جبر أن الفرق الجوهري هو أن الولي يُلهم ولا يُوحى إليه، ولا يُمكنه أن يقوم بأفعال مثل قتل النفس أو خرق السفينة بناءً على إلهام، لأن الإلهام لا يُعد تشريعًا.

موسى يمثل الشريعة

وأكد يسري جبر أنه حتى في حال القول بأن الخضر كان وليًا، فلا تعارض في أن يتعلم نبي من ولي، لأن الهدف من القصة ليس المفاضلة بين المقامين، بل إبراز الفرق بين منظوري الشريعة والقدر، حيث كان موسى عليه السلام يمثل "الشرع"، والخضر يُجسّد "القدر".

وقال يسري جبر: "الشريعة تأمرنا بالفعل أو الترك، بينما القدر يُجري الأمور كما يشاء الله، وقد يبدو ذلك متعارضًا أحيانًا، لكنه تكامل لا تناقض، لا يدركه من ينظر بعين واحدة فقط".

الحكمة الخفية في أفعال الخضر 

وأوضح يسري جبر أن الأفعال التي قام بها الخضر، مثل خرق السفينة، وقتل الغلام، وبناء الجدار، لم تكن تشريعات، بل كشوفات عن قدر الله الخفي، الذي لا يُدرك بالعقل الظاهري، بل يحتاج إلى إيمان بأن وراء كل أمر ظاهر حكمة باطنة.

وأضاف يسري جبر: "موسى اعترض على هذه الأفعال لأنه رآها من منظور الشريعة التي تحفظ النفس والمال، لكن عندما شرح له الخضر الغاية القدرية من هذه الأفعال، أدرك أن هناك حكمة لا تُفهم إلا بالتجرد والتسليم لله".

الدكتور يسرى جبر 
الدكتور يسرى جبر 

القضاء الشرعي والقدري

وأكد يسري جبر أن لله حكمين متكاملين: أحدهما شرعي نؤمر به، والآخر قدري نقبله ونسلّم له، وضرب مثالًا على ذلك بقصة المنافقين في غزوة تبوك، حيث أمرهم الله شرعًا بالخروج، لكنه قدّر ألا يخرجوا.

وشدد يسري جبر: "قد يبدو هناك تعارض، لكن الحقيقة أن هذا من تمام حكمة الله وعدله، فالشرع يكلّف، والقدر يختبر، وعلينا أن نُذعن لكليهما دون اعتراض، لأن التسليم لحكمة الله هو مفتاح الرضا واليقين".

تم نسخ الرابط