عاجل

هل الخضر نبي أم ولي؟.. عالم أزهري يوضح الرأي الراجح

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

قال الدكتور  يسري جبر، أحد علماء الأزهر الشريف، إن القول بأن سيدنا الخضر عليه السلام نبي، هو القول الراجح والمعتمد لدى كثير من علماء الأمة الإسلامية، مستدلًا على ذلك بالأدلة القرآنية الصريحة التي لا تحتمل التأويل.

وجاء ذلك خلال حديث يسري جبر في حلقة جديدة من برنامج "أعرف نبيك"، المذاع على شاشة قناة الناس، اليوم السبت، حيث أكد أن المرجّح عند جمهور العلماء أن الخضر لم يكن وليًا، بل نبيًّا يوحى إليه من الله تعالى.

دليل قرآني صريح

وأوضح الدكتور يسري جبر أن الدليل الأوضح على نبوة الخضر يتمثل في قوله تعالى في نهاية القصة:﴿وما فعلته عن أمري﴾، أي أن الخضر لم يتصرف من تلقاء نفسه، وإنما بتوجيه ووحي إلهي.

وأضاف يسري جبر: "هذا النص يُثبت أن الأفعال التي قام بها الخضر كانت بأمر من الله تعالى، وهو ما لا يجوز إلا لنبي؛ لأن الولي لا يُوحى إليه، وإنما يُلهم فقط، والإلهام غير معصوم".

وأشار يسري جبر إلى أن الولي، مهما بلغ من التقوى، لا يجوز له أن يقتل نفسًا أو يُحدث ضررًا في ملك الغير بناءً على إلهام أو رؤيا، لأن ذلك لا يُعد تشريعًا ملزمًا، بل قد يُوقعه في المعصية.

الفرق بين وحي وإلهام

وبيّن يسري جبر الفرق الواضح بين مقام النبوة ومقام الولاية، موضحًا أن النبي يتلقى وحيًا معصومًا من الخطأ، بينما الولي قد يُلهم ولكنه غير معصوم، مشيرًا إلى أن الرؤيا بالنسبة للنبي تُعد وحيًا، أما الولي فلا يجوز له أن يبني قراراته على الرؤى.

وأضاف يسري جبر: "لو أن وليًّا رأى في منامه أنه يقتل شخصًا ونفذ ذلك، فهو آثم ومجرم في شرع الله، أما النبي فرؤياه وحي، كما فعل سيدنا إبراهيم عندما رأى في المنام أنه يذبح ابنه، فسارع إلى التنفيذ لأن الرؤيا وحيٌ من الله".

أفعال الخضر لا تصدر 

وفي السياق ذاته، أكد يسري جبر أن كل الأفعال التي قام بها الخضر عليه السلام، من خرق السفينة وقتل الغلام وبناء الجدار، لا يمكن تفسيرها على أنها أفعال تصدر بإلهام بشري أو اجتهاد شخصي، وإنما أوامر إلهية بوحي مباشر.

وأشار يسري جبر إلى أن هذه التصرفات، وإن بدت في ظاهرها قاسية أو غريبة، إلا أن الله عز وجل بيّن حكمتها بعد وقوعها، وهو ما يتوافق مع منهج الأنبياء في تنفيذ أوامر الله دون جدال.

الدكتور يسري جبر
الدكتور يسري جبر

العلماء يرجّحون نبوته

اختتم يسري جبر حديثه بالتأكيد على أن أهل العلم المعتبرين رجّحوا نبوة الخضر عليه السلام، بناءً على ما ورد في القرآن الكريم من أدلة واضحة، قائلًا: "أنا ممن يرجّحون القول بنبوته، لأنه الأقرب إلى المنطق الشرعي، ويتوافق مع تصرفاته التي لا يُقدم عليها إلا نبي مؤيّد بوحي".

تم نسخ الرابط