آية عبد الحميد: زواج «البارت تايم» يهدم مفهوم الاستقرار الأسري | فيديو

علّقت الدكتورة آية عبد الحميد، خبيرة العلاقات الأسرية والتربوية، على انتشار مفهوم "زواج البارت تايم" خلال لقاءها في برنامج "الستات" المعروض عبر قناة النهار، مؤكدة رفضها التام لهذا النوع من العلاقات الذي لا يقوم على مبدأ الاستمرارية.

واعتبرت آية عبد الحميد، أن الزواج بطبيعته علاقة إنسانية واجتماعية قائمة على الاستقرار والاستمرار، وأي علاقة يتم التخطيط لإنهائها مسبقًا لا يمكن أن تُعد زواجًا شرعيًا أو اجتماعيًا بالمعنى الصحيح، مضيفة: "الزواج المؤقت يهدم البناء الأسري ويشجع على أنماط سلوكية لا تتفق مع تقاليد المجتمع المصري".

الزواج تجربة مؤقتة

أوضحت آية عبد الحميد أن من يروّج لفكرة الزواج التجريبي أو المؤقت تحت مسمى "بارت تايم" أو "ويك إند" يحاولون تمرير أنماط شاذة من العلاقات عبر تسميات براقة، معتبرة أن مثل هذه المفاهيم تمثل خطورة على القيم المجتمعية، مشيرة إلى أن الزواج التجريبي لا يتضمن نية الاستمرار، وبالتالي يفتقد إلى الركن الأساسي لأي علاقة زوجية صحيحة.

وتساءلت: "كيف يمكن اعتبار علاقة يُتفق على انتهائها بعد شهور أو أيام زواجًا؟!".

ورغم اعترافها بوجود حالات اجتماعية معقدة، مثل المطلقين أو العاملين في وظائف بعيدة تتطلب السفر لفترات طويلة، شددت آية عبد الحميد على ضرورة عدم تعميم الاستثناءات، مؤكدة أن كل حالة لها ظروفها، لكن لا يجوز تحويل الحلول المؤقتة إلى قاعدة عامة تُستغل من فئات لا تبحث عن استقرار، بل عن تحقيق رغبات وقتية.

وقالت آية عبد الحميد: "ليس من المنطقي أن نُشرعن الزواج المؤقت لمجرد أن هناك فئة ترى أنه يناسب ظروفها، فنحن بذلك نهدم الثوابت الاجتماعية والدينية".

المسؤولية في الزواج 

وأكدت آية عبد الحميد أن الزواج مسؤولية مشتركة بين طرفين، ولا يمكن تجزئته حسب الوقت أو الظروف، مشيرة إلى أن العلاقات القائمة على "لقاءات نهاية الأسبوع" أو "مرات محددة في الشهر" لا يمكن أن تبني أسرة متماسكة.

وتابعت آية عبد الحميد: "كيف يمكن لأب أن يرى أبناءه ساعات محدودة فقط؟ أو لزوجة أن تعتمد على رجل لا يحضر إلا في عطلة الأسبوع؟ هذه أنماط غير صحية للعلاقات الإنسانية".

احترام الظروف لا يعني هدم القيم

شددت آية عبد الحميد على أن احترام ظروف الأشخاص لا يعني تسويغ أو تمرير مفاهيم تهدم القيم المجتمعية، مشيرة إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين المرونة في التطبيق، والتفريط في الأساسيات.

وأكدت آية عبد الحميد أن الزواج طالما توفرت فيه الشروط الشرعية من إشهاد وإشهار وموافقة الطرفين، فهو مقبول، لكن يجب أن يكون قائمًا على نية الاستمرار وليس التجربة أو التوقيت المحدد مسبقًا.

العلاقات الزوجية

واختتمت آية عبد الحميد حديثها قائلة: "العلاقات الزوجية ليست ساحة تجريب أو رغبة لحظية، بل مسؤولية ممتدة تبني الإنسان والمجتمع معًا".