أحمد رفيق عوض يحذر من "مصائد الموت" وتفكك إنساني ممنهج

أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات، أن إسرائيل ما تزال ترفض الدخول في أي تسوية سياسية أو اتفاق من شأنه وقف العدوان المستمر على قطاع غزة.
وأوضح أحمد رفيق عوض، في تصريحاته لقناة "إكسترا نيوز"، أن الاحتلال الإسرائيلي يضع شروطًا تعجيزية تهدف إلى تحقيق ما يسميه بـ"النصر المطلق"، وهو مصطلح يعني القضاء الكامل على حركة حماس أو إجبارها على الترحيل وتسليم سلاحها، بالتزامن مع فرض سيطرة عسكرية كاملة على القطاع.
وأشار أحمد رفيق عوض إلى أن إسرائيل تنظر إلى أي وقف دائم لإطلاق النار على أنه هزيمة سياسية وعسكرية لا يمكن قبولها، مما يدفعها إلى مواصلة تعنتها ورفضها لإرسال أي وفود تفاوضية، في تجاهل واضح لأي حلول دبلوماسية محتملة.
تفكيك غزة من الداخل
وأوضح أحمد رفيق عوض أن الاحتلال الإسرائيلي لا يكتفي باستخدام أدوات القوة العسكرية التقليدية، بل يتبع سياسات ممنهجة لتفكيك النسيج المجتمعي في غزة من الداخل، مشيرًا إلى أن الجوع والمرض والفوضى أصبحت أسلحة غير تقليدية يستخدمها الاحتلال لإضعاف إرادة الفلسطينيين، ما يخلق أوضاعًا مأساوية وغير إنسانية يعيشها أكثر من مليوني إنسان في القطاع المحاصر.
وأكد أحمد رفيق عوض أن ما يجري على الأرض هو شكل من أشكال الحصار النفسي والجسدي الذي يستهدف المدنيين قبل الفصائل، مشددًا على أن الاحتلال يسعى لإبقاء سكان غزة في حالة دائمة من التهديد والانهيار.
"مصائد موت" للفلسطينيين الجوعى
وفي سياق متصل، حذر أحمد رفيق عوض من خطورة آلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تُنفذ حاليًا تحت إشراف أمريكي إسرائيلي، معتبرًا أنها تحوّلت إلى "مصائد موت" حقيقية، إذ أن الفلسطينيين يُستهدفون بالرصاص خلال محاولاتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات أو عند مغادرتها، وهو ما يجعل من تلك النقاط ساحات قتل مفتوحة، لا مناطق إغاثة كما يُفترض أن تكون.
وأضاف أحمد رفيق عوض أن هذه الأساليب تتعارض بشكل صارخ مع كل القوانين الدولية والمواثيق الإنسانية، مما يجعل من العملية برمتها جريمة يجب أن تُحاسب عليها إسرائيل أمام المحاكم الدولية.
صمت دولي مريب
وانتقد أحمد رفيق عوض ما وصفه بـ"الصمت الدولي المريب"، مؤكدًا أن هذا الصمت لا يمكن اعتباره حيادًا، بل هو شكل من أشكال التواطؤ الذي يمنح إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذ مخططاتها بلا أي مساءلة أو رادع.
وشدد أحمد رفيق عوض على أن ما يحدث في غزة يمثل جريمة مكتملة الأركان بحق الإنسانية، وأن المجتمع الدولي مطالب اليوم قبل الغد بكسر هذا الصمت والضغط من أجل وقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الاحتلال، وتقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى العدالة الدولية.

غزة بين نيران الاحتلال
في ضوء هذه التصريحات، يتضح أن قطاع غزة يواجه ليس فقط آلة عسكرية غاشمة، بل أيضًا استراتيجية ممنهجة لتجويع سكانه وتدمير مؤسساته، في ظل غياب الإرادة السياسية الدولية لإيقاف هذه الكارثة، وبينما تواصل إسرائيل تصعيدها، يبقى الفلسطينيون في القطاع عالقين بين نيران الاحتلال وصمت العالم.