عاجل

قسورة يعود من الظل.. هل ينهض داعش من ركامه اللبناني؟

هجوم نسب لداعش في
هجوم نسب لداعش في بيروت في 2014

ضبطت المخابرات اللبنانية أسلحة وذخائر ومعدات إلكترونية، بل وأدوات يشتبه في استخدامها لتصنيع طائرات مسيّرة، مع شخص يُعرف بـ"قسورة"، خليفة "أبو سعيد الشامي"، من يُقال إنه والي تنظيم داعش في لبنان.

العملية الأمنية التي نُفذت في يونيو أعادت إلى الواجهة سؤالًا حساسًا: هل عاد تنظيم داعش لتفعيل خلاياه النائمة في لبنان، أم أن القضية تُوظف سياسيًا؟

ما قصة قسورة؟

في 24 يونيو، أعلن الجيش اللبناني توقيف المواطن (ر.ف.)، المعروف بلقب "قسورة"، بعد رصده والتحقيق معه، باعتباره الخليفة المفترض لـ"أبو سعيد الشامي"، الذي سبق توقيفه في ديسمبر 2024.

لكن محامي الدفاع عن بعض المتهمين في القضية، محمد صبلوح، وصف الملف بـ"الهش"، قائلًا إن "الاتهامات مبنية على رسائل عبر فيسبوك وملف PDF لم يُفتح من الأساس".

"قسورة"، بحسب صبلوح، مجرد أستاذ كيمياء من بلدة كامد اللوز، وكان يعطي دروسًا إلكترونية، مشككًا في قدرته على تصنيع طائرات مسيّرة، ويؤكد المحامي أن الجيش اللبناني أوقف زوجته أيضاً لفترة وجيزة، ثم أفرج عنها لعدم ثبوت صلتها بالتنظيم.

ما وراء الحدود

وجاءت هذه التطورات الأمنية في لبنان بالتزامن مع تفجير انتحاري استهدف كنيسة في دمشق، نُسب إلى داعش، وأعلنته جماعة "سرايا أنصار السنّة" لاحقًا، والتوقيت المتزامن دفع للتساؤل حول ما إذا كان هناك عودة فعلية للتنظيم في المنطقة.

مؤشرات وتحذيرات

انتشر مؤخرًا مقطع فيديو لثلاثة أشخاص يعلنون إنشاء "لواء الشيخ أحمد الأسير" مهددين الدولة اللبنانية، وحتى الآن لم تُعرف هوية الأشخاص، ما زاد من الغموض.

لكن الحذر الأمني ليس جديدًا، ففي يونيو 2024، أطلق مسلح شعار داعش النار قرب السفارة الأمريكية، أما في 2021، فظهرت ظاهرة اختفاء شباب من طرابلس انضموا لاحقاً لداعش في العراق.

وعلى مدار السنوات، ظل التنظيم ينشط عبر الحدود وفي المناطق الهشة، مستهدفًا البيئة المليئة بالفراغ الأمني والاجتماعي.

خلايا فردية ونقاط ضعف

ويقول الباحث في شؤون الإرهاب، د. مصطفى أمين، إن داعش لا يمتلك "ولاية لبنان"، لكن يحتفظ بخلايا نائمة تعتمد على تجنيد أفراد بعينهم، ويرى أن خطر التنظيم محدود، لكنه قادر على تنفيذ عمليات نوعية، ويعتمد على وسائل متقدمة مثل الحرب الاقتصادية والتحريض الطائفي.

ومن جانبه، يحذّر العميد المتقاعد جورج نادر من الطبيعة "اللامركزية" للخلايا، ما يجعل ملاحقتها صعبة، ويؤكد أن التنظيم يحتفظ ببنية مركزية بقيادة "الخليفة الخامس"، أبو حفص الهاشمي.

تضخيم أم تهديد حقيقي؟

المحامي صبلوح يرى أن ما يجري مجرد تضخيم أمني من "الدولة العميقة" لتبرير استمرار بقاء سلاح حزب الله.

أما نادر، فيحذر من أن استمرار السلاح غير الشرعي خارج إطار الدولة، هو ما يعمق مشاعر الغبن ويخلق بيئة مناسبة لعودة التطرف، مستشهداً بتصريحات سياسية تؤكد وجود شعور بالخذلان لدى شريحة من اللبنانيين.

الطريق إلى المواجهة

يرى أمين أن مواجهة داعش تتطلب:

مراقبة الحدود مع سوريا.

تفكيك مصادر تمويل التنظيم.

مراقبة الخطاب الديني المتشدد.

ضبط السلاح غير الشرعي.

تعزيز خطاب الاعتدال والوحدة الوطنية.

ويؤكد نادر أن السلم الأهلي اللبناني غير مهدد، رغم وجود بعض الخلايا، معتبرًا أن الغالبية السنية ترفض فكر داعش، لكنه يشدد على أهمية الجاهزية والتنسيق الأمني، ودور البلديات كمراقب محلي أول لأي تحركات مشبوهة.

تم نسخ الرابط