أبطال سيناء.. دور استثنائي في دعم الجيش المصري خلال حرب أكتوبر (فيديو)

كشف الشيخ سليمان عيد أبو سمري، عضو جمعية مجاهدي شمال سيناء وأحد أبطال حرب أكتوبر 1973، عن الدور المحوري الذي لعبه أبناء سيناء في مساندة الجيش المصري خلال الحرب، مؤكداً أن المجاهدين السيناويين استخدموا أساليب ذكية في رصد تحركات العدو دون إثارة الشبهات، مما ساهم بشكل كبير في تحقيق النصر.
مراقبة ذكية للعدو
وخلال استضافته في برنامج "ساعة من سيناء" المذاع عبر قناة "أزهري"، أوضح أبو سمري أن المجاهدين السيناويين كانوا يتحركون بأساليب مبتكرة لضمان نجاح عملياتهم الاستخباراتية، حيث استخدموا الماشية كوسيلة للتمويه والتنقل بين المواقع الإسرائيلية. وأضاف أن المجاهدين كانوا يندسون بين رعاة الأغنام والإبل بالقرب من المواقع العسكرية الإسرائيلية، ويتمكنون من رصد تحركات العدو سرًا دون أن يثيروا الشكوك.
وأشار إلى أن عمليات الرصد لم تكن عشوائية، بل تمت بأسلوب احترافي، إذ كان المجاهدون يدونون بدقة تفاصيل التحركات العسكرية الإسرائيلية، بما في ذلك نوع الدبابات والمعدات الحربية واتجاهات القوات، ومن ثم يتم إيصال هذه المعلومات إلى الجهات المختصة في الجيش المصري.
نقل المعلومات للمخابرات
أكد أبو سمري أن هذه المعلومات كانت ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تم نقلها إلى مكتب مخابرات بورفؤاد، الذي كان يعمل على تحليل البيانات الميدانية وإرسالها إلى القيادة العسكرية المصرية. وبفضل هذه المعلومات الدقيقة، تمكنت القوات المسلحة المصرية من تخطيط الضربات الجوية والعمليات العسكرية بدقة فائقة، مما ساهم في نجاح الهجوم المصري المباغت على القوات الإسرائيلية في 6 أكتوبر 1973.
وأشار إلى أن هذه العمليات الاستخباراتية لم تكن مجرد جهود فردية، بل كانت جزءًا من عمل منظم ومخطط له بعناية، حيث كانت لكل قبيلة سيناوية قيادة مسؤولة عن جمع المعلومات والتنسيق مع القوات المصرية.
التنظيم القبلي والمقاومة
وأوضح عضو جمعية مجاهدي شمال سيناء أن القبائل السيناوية لم تكن مجرد مراقبين سلبيين، بل كانت تعمل وفق نظام منظم ودقيق، حيث تولت كل قبيلة مسؤولية جمع معلومات معينة وفقًا لموقعها الجغرافي، وكانت تتواصل فيما بينها لضمان تنسيق الجهود، مما عزز من فعالية المقاومة الشعبية ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أبو سمري أن هذا التنظيم جعل المجاهدين السيناويين مصدرًا موثوقًا للمعلومات الاستخباراتية، حيث لم يقتصر دورهم على الرصد فقط، بل ساهموا أيضًا في عمليات الإمداد والدعم اللوجستي، من خلال نقل الإمدادات إلى القوات المصرية خلف خطوط العدو، وإخفاء الأسلحة والذخائر، وكذلك مساعدة الجنود المصريين الذين كانوا يتسللون إلى مناطق الإحتلال لتنفيذ المهام القتالية.

أبناء سيناء خط الدفاع الأول
اختتم أبو سمري، حديثه بالتأكيد على أن أبناء سيناء كانوا ولا يزالون خط الدفاع الأول عن الوطن، مشيرًا إلى أن بطولاتهم لم تتوقف عند حرب أكتوبر، بل استمرت في مواجهة التحديات المختلفة التي مرت بها البلاد.
وشدد على أن تاريخ المقاومة السيناوية يجب أن يُدرّس للأجيال القادمة، حتى يدركوا مدى تضحيات أبناء سيناء في سبيل تحرير الأرض والحفاظ على سيادة الوطن، مؤكدًا أن هؤلاء المجاهدين قدموا أرواحهم فداءً لمصر وساهموا في تحقيق نصر سيظل خالدًا في ذاكرة الأمة.