“إذا دعا الرجل امرأته فأبت.. تلعنها الملائكة” دار الإفتاء توضح معنى الحديث

في ظل الجدل المتكرر على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تُفهم أحيانًا خارج سياقها، عاد الحديث الشريف الوارد عن النبي ﷺ: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح”، إلى الواجهة مجددًا، وسط تساؤلات شرعية حول معناه وحدوده.

الحديث في صحيحي البخاري ومسلم

هذا الحديث رواه الشيخان البخاري ومسلم، مما يضعه في مصاف الأحاديث الصحيحة الثابتة. وجاء نصه:
قال رسول الله ﷺ: “إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه، فأبت عليه، فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح”.

وقد فُهم هذا الحديث في بعض الأحيان على أنه نوع من الإدانة المطلقة للمرأة، ما أثار استغراب البعض، ودفع بدار الإفتاء المصرية ومؤسسات علمية أخرى إلى توضيح المعنى الصحيح له.

دار الإفتاء: الحديث لا يُفهم خارج سياقه

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الحديث لا يتحدث عن المرأة بوجه عام، وإنما يخص حالة محددة جدًا في الحياة الزوجية، وهي امتناع الزوجة عن العلاقة الزوجية من غير عذر شرعي معتبر، مع إصرار الزوج على طلبه، وغضبه من هذا الرفض.

وأكدت الإفتاء أن “اللعن” في اللغة الشرعية لا يعني الشتيمة أو الإهانة، بل معناه: الطرد من رحمة الله أو الدعاء بذلك، وهو تعبير يُستخدم للتنبيه على عظم الذنب لا للإدانة الدائمة أو السخرية.

لا إثم مع وجود العذر

وأشار علماء الفقه إلى أن امتناع المرأة له حالات، فإن كانت مريضة، أو متعبة، أو تمرّ بظروف نفسية، أو لديها مانع شرعي كالدورة الشهرية، فلا ينطبق عليها هذا الحديث، بل لها أن تُبين عذرها، وللزوج أن يُراعي حالها، كما أن للمرأة الحق في الامتناع عن المعاشرة إذا كانت تُعامل بضرر أو أذى.

الحديث لا يُستخدم للتهديد

نبّهت الإفتاء إلى أن استخدام هذا الحديث كسلاح لتهديد المرأة أو إذلالها مخالف للشريعة، لأن العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، لا على الإجبار أو القهر، مستشهدة بقوله تعالى:

“وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً” [الروم: 21].

دعوة لتوازن الحقوق والواجبات

الحديث الشريف، بحسب العلماء، يُبرز حقًا من حقوق الزوج في العلاقة، لكنه لا يُغفل حقوق المرأة المقابلة، فكما أن على الزوجة حق الطاعة بالمعروف، فعلى الزوج أيضًا أن يُحسن العشرة ويُراعي نفسية زوجته