عاجل

خبراء يكشفون استراتيجية الدولة لحماية الزراعة من تغيرات المناخ

الزراعة في مصر
الزراعة في مصر

تلعب الدولة المصرية دورًا محوريًا في حماية القطاع الزراعي من التأثيرات السلبية المتزايدة بسبب التغيرات المناخية، التي باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي واستقرار الإنتاج الزراعي. وفي ظل ما يشهده العالم من تقلبات مناخية حادة، اتجهت الدولة إلى تبني سياسات واستراتيجيات متكاملة تهدف إلى تعزيز قدرة الزراعة المصرية على التكيف مع هذه التغيرات، من خلال دعم البحوث الزراعية، وتحديث أساليب الري، والتوسع في الزراعة الذكية، وتنفيذ مشروعات قومية كبرى مثل مشروع الدلتا الجديدة وتبطين الترع وتطوير نظم الإنذار المبكر.

كما أولت الدولة اهتمامًا كبيرًا بالفلاح المصري، باعتباره العمود الفقري للعملية الزراعية، فوفرت له الدعم الفني والمادي لتقليل الخسائر وتعزيز الإنتاجية في مواجهة ظروف مناخية لم تعد كما كانت من قبل.

وأكد خبراء في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن هذه الجهود ضرورية لمواجهة التحديات المناخية، وضمان استدامة القطاع الزراعي في المستقبل.

جهود الدولة لحماية الزراعة

قال حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، إن الدولة المصرية تبذل جهودًا كبيرة لحماية القطاع الزراعي بصفة عامة، والحفاظ على الفلاح المصري من الخسائر الناتجة عن التغيرات المناخية. 
وأكد أن هذه التغيرات غير المناسبة تؤدي حتمًا إلى انخفاض المحصول والإنتاج، مما يسبب خسائر للمزارعين وزيادة في تكاليف الزراعة، كما قد تؤدي إلى تدهور التربة، بل وموتها، مما يهدد مستقبل الزراعة في مصر، خصوصًا أن هذه التغيرات أصبحت سريعة ومتكررة بشكل لافت في السنوات الأخيرة.

الصرف الزراعي ومكافحة الحشرات

وأوضح نقيب الفلاحين ، في تصريحات خاصة لـ"نيوز رووم"، أن هناك عدة محاور تتبعها الدولة لمواجهة هذه التغيرات، من أبرزها تطوير شبكات الصرف الزراعي، التي تسهم في الحفاظ على التربة من التدهور أو ما يُعرف بـ"التطبيل" وموت الأرض. كما أشار إلى أن التغيرات المناخية جلبت أنواعًا جديدة من الحشرات التي تحمل أمراضًا تؤثر على التربة والنبات، وهنا تلعب حملات التوعية والإرشاد دورًا كبيرًا في مكافحتها، إلى جانب الجهود التي تبذلها وزارة الزراعة، خاصة من خلال قسم البحوث، الذي يعمل على استنباط أصناف نباتية جديدة قادرة على مقاومة هذه التغيرات.

استنباط أصناف جديدة 

أضاف أبو صدام أن هناك نباتات تم تطويرها لتتحمل درجات الحرارة المرتفعة، وأصنافًا مبكرة النضج وأخرى قصيرة الدورة الزراعية، مثل القمح، مما يقلل من تأثرها بالمناخ. وفيما يخص الفواكه، أشار إلى المانجو كمثال على النباتات القصيرة العمر وسريعة الإنتاج، والتي تم تطويرها ضمن جهود البحث العلمي بوزارة الزراعة.

تحديث أنظمة الزراعة والري

وشدد على أهمية محور تغيير أساليب الزراعة والري كوسيلة فعالة للتعامل مع التغيرات المناخية، مشيرًا إلى أهمية استخدام الصوب الزراعية، والزراعة على المصاطب، وتحويل أنظمة الري إلى الري الحديث لترشيد المياه وخفض التكلفة على الفلاح. وأكد أن الدولة تنفذ مشروعًا ضخمًا يتمثل في "المشروع القومي لزراعة 100 ألف فدان بالصوب الزراعية"، والذي يعد نواة حقيقية لتحديث الزراعة، ويهدف إلى نقل هذه النماذج من الدولة إلى صغار المزارعين، من خلال الزراعة تحت الأنفاق البلاستيكية أو داخل الصوب الصغيرة.

 الحفاظ على البيئة 

وقال أحمد جميل، خبير الزراعة والتطوير، إن الدولة المصرية تلعب دورًا هامًا في الحفاظ على البيئة والتغلب على التغيرات المناخية، من خلال التوسع في إنشاء المسطحات الخضراء بجميع المدن، والاتجاه نحو زراعة الأشجار بمختلف أنواعها، والتي تساهم في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، مشيرًا إلى تنفيذ العديد من المبادرات البيئية مثل مبادرة "100 مليون شجرة".

الاهتمام بزراعة الأشجار

وأضاف أن الدولة اهتمت بزراعة الأشجار في القرى والمناطق النائية، بما يعزز من قدرات هذه المناطق على التكيف مع التغيرات المناخية، كما ساهمت في دعم الزراعة بها. وأوضح أن المدن الجديدة، ومدن الجيل الرابع، شهدت توسعًا كبيرًا في زراعة المساحات الخضراء، بالإضافة إلى زراعة الأشجار المثمرة والزهور، بهدف الحد من تأثير التغيرات المناخية على البيئة، وبالتالي على القطاع الزراعي.

جهود الدولة للتوعية

وأكد جميل أن الدولة تبذل جهودًا كبيرة لتوعية الفلاحين بضرورة ترشيد استخدام المياه من خلال وضع معايير واضحة للحد من الزراعة العشوائية، وتقليل استهلاك المياه، والحفاظ على التربة. وأشار إلى أن الدولة بدأت في تقنين بعض الزراعات، وتوجيه الفلاحين إلى أنواع من المحاصيل التي تستهلك كميات أقل من المياه، مثل القمح، الذي يعد من المحاصيل الاستراتيجية التي تحتاجها الدولة بشدة. كما قامت الدولة بإنشاء محطات لمعالجة المياه واستخدامها في الزراعة.

وشدد الخبير الزراعي على أهمية زيادة زراعة الأشجار، وتنفيذ برامج إرشادية للفلاحين عبر وسائل الإعلام، التي تلعب دورًا محوريًا في نشر الوعي الزراعي، خاصة في ظل طبيعة المناخ الحار والجاف في مصر. وأكد ضرورة توعية الفلاحين بكيفية التخلص من نواتج الزراعة بدلًا من حرقها، لما يسببه ذلك من أضرار كبيرة على البيئة وعلى الزراعة، موضحًا أن هناك دورًا هامًا للمهندسين الزراعيين وخريجي كليات الزراعة وخبراء المناخ في تنفيذ هذه التوعية.

تم نسخ الرابط