مجالس الذاكرين.. الأوقاف تعقد 2963 ندوة علمية في ليلة روحانية عامرة بالذكر

نظمت وزارة الأوقاف، مساء الخميس 26 من يونيو 2025م، (2963) ندوة علمية على مستوى الجمهورية، ضمن البرنامج الدعوي "مجالس الذاكرين"، وذلك في إطار جهودها العلمية والدعوية والتثقيفية، وتنفيذًا لمحاور خطتها الدعوية في مواجهة الإرهاب والتطرف، والتراجع الأخلاقي، واستعادة وبناء الشخصية المصرية من منطلق ديني ووطني.
الأوقاف تعقد 2963 ندوة علمية في ليلة روحانية
وقد شهدت المجالس تفاعلًا واسعًا من رواد المساجد، حيث يُعقد هذا البرنامج المبارك مساء كل خميس من بعد صلاة المغرب إلى صلاة العشاء، ويتضمن قراءة منتظمة من كتاب (الأذكار) للإمام النووي رحمه الله، وقد تناولت قراءة هذا الأسبوع المقطع الممتد من "باب النهي عن الذكر والكلام على الخلاء" حتى "باب ما يقول إذا أراد صب ماء الوضوء أو استقاءه"، كما شملت المجالس قراءة سورة يس، ومجلسًا مباركًا للصلاة على سيدنا رسول الله ﷺ، في أجواء روحانية تسودها المحبة والسكينة والخشوع.
وتُعد هذه المجالس إحدى المحطات الدعوية المهمة التي أطلقتها وزارة الأوقاف لإحياء سنن الذكر، وربط الناس بهدي سيدنا النبي ﷺ، وترسيخ القيم الدينية والأخلاقية في نفوس أبناء المجتمع، من خلال الجمع بين العلم والذكر والروحانية، وقد حرص أئمة المساجد وقيادات الدعوة على تفعيل المجالس في المساجد الكبرى بمحافظات الجمهورية كافة.
وزير الأوقاف يشهد احتفال الطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد
شهِد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، احتفال الطرق الصوفية بالعام الهجري الجديد، والذي أُقيم بمسجد الإمام الحسين -رضي الله عنه- بحضور نخبة من الشخصيات الدينية والوطنية.
شارك في الفعالية كلٌّ من: الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني، وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر؛ والسيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف؛ والدكتور عبد الهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية؛ والأستاذ الدكتور يوسف عامر رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب؛ والشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، نائبًا عن الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية؛ والأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية؛ والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية السابق؛ والأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء؛ واللواء محمد العتريس نائبا عن وزير الدفاع؛ والشيخ خالد خضر، رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف؛ والدكتور خالد صلاح الدين، مدير مديرية أوقاف القاهرة؛ إلى جانب عدد من قيادات وزارة الأوقاف، وكوكبة من العلماء والمفكرين.
واستُهل الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، للقارئ الشيخ طه النعماني، في أجواء إيمانية عامرة بالخشوع والتدبر، وألقى الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي كلمة ماتعة عن هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، أكد فيها أن الهجرة النبوية كانت هجرة بالمبنى والمعنى، بالروح والجسد؛ وتجلى فيها فضل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وحرصه على أمته، واهتمامه بأحوالهم، حيث يقول الله -عز وجل-: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، كما بينت الهجرة أهمية اختيار الصحبة الطيبة، حيث ضرب الصحابي الجليل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مثلا عظيما في التضحية والفداء لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريقهما للمدينة المنورة، وفي الغار حين تحمل الآلام، وفي نهاية كلمته توجه إلى الله -عز وجلّ- بالدعاء أن يحفظ مصر ورئيسها وجيشها وشعبها، ويجمع شملنا وأن يوفقنا جميعًا لمن يحب ويرضى.
وفي كلمته، قام الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء، بتناول الدروس المستفادة من الهجرة النبوية المشرفة؛ كما تقدم بالشكر للشيخ عبد الهادي القصبي، على تنسيق هذا اللقاء في حب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، كما تقدم بالتهنئة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، وللشعب المصري والأمة الإسلامية جمعاء، بمناسبة ذكرى هجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، مبينًا أن الهجرة النبوية ستظل خالدة بخلود القرآن الكريم؛ لتعرف المسلمين بما وقع في بداية الإسلام، وتبصرهم بما يحدث حولهم من أمور تطلب الوعى والفكر الرشيد، كما ترشدهم الهجرة لما يجب أن يكون عليه حال المسلمين من وحدة ومحبة، وتعاون على الخير؛ حيث إن النبي -صلى الله عليه وسلم- ترك مكة مكرهًا مجبرًا، فنظر إليها بنظراته الحانية مخاطبًا إياها: "واللَّهِ إنَّكِ لخيرُ أرضِ اللَّهِ وأحبُّ أرضِ اللَّهِ إليَّ ولولا أن أَهْلَكِ أخرَجوني منكِ ما خَرجتُ"، وقد كانت الهجرة فتحًا ونصرا عظيما لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويظهر ذلك جليا في قول الله -عز وجل-: "إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَىٰ ۗ وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"، واختتم الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم كلمته بذكر أهمية توثيق الصلة بالله -عز وجل-، ونشر أخلاق الإيثار والمحبة خاصة في ظل هذه اللحظات الحاسمة التي ألمت بالأمة الإسلامية، سائلًا الله -عز وجل- أن يحفظ مصر وأهلها وجميع المسلمين، وأن ينعم على العالم أجمع بنعمة الأمن والسلام.
واختتم الاحتفال بابتهال ديني من المبتهل الشيخ عبدالرحمن الأسواني، وسط تفاعل روحي من الحضور.