1 محرم 1447.. سر البسملة 113 مرة للبركة اغتنمه قبل انتصاف الليل

مع اقتراب اليوم الخميس 1 محرم 1447، من نهايته يتساءل الكثيرون عم سر كتابة بسم الله الرحمن الرحيم 113 مرة.
كتابة البسملة 113 مرة في أول شهر محرم (1 محرم 1447)
كتابة البسملة 113 مرة في أول شهر محرم (1 محرم 1447) ثم تعلقها أو تحملها ليس لها أصل في الحديث إنما هي من مجربات السلف الصالح ولكن العدد له خصوصيات لا تنكر فهو بمثابة أسنان المفتاح إذا زادت لا يفتح وإذا نقصت لا يفتح بعد صلاة الفجر وقبل الظهر.
يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر إن نستقبلُ شهرًا جديدًا من سنةٍ جديدة، ونستقبلُ حياةً جديدةً نريدُ أن نُغيِّر فيها أنفسَنا لله، وفي سبيل الله، حتى يعلمَ اللهُ سبحانه وتعالى ما في قلوبنا، فينزلَ السكينةَ عليها، ويؤيدَنا بنصرٍ من عنده، ويمدَّنا بمددٍ من عنده سبحانه وتعالى، ويثيبَنا ويُمكِّنَ لنا في الأرض كما مكَّن للذين من قبلنا.
ودعا علي جمعة: نسأله سبحانه وتعالى أن يعينَنا على إقامةِ الصلاة، وإيتاءِ الزكاة، والأمرِ بالمعروف، والنهيِ عن المنكر، وأن نؤمنَ في قلوبنا أن له عاقبةَ الأمرِ من قبل ومن بعد، وأنه لا إله إلا هو، لا نتوكلُ إلا عليه، ولا نؤمنُ إلا به، ولا نرجو الخيرَ إلا منه، ولا نفعلُ فعلاً، ولا نحجمُ عن أمرٍ إلا في سبيله.
وتابع: علينا أن نتذكَّر هجرةَ سيدِنا رسولِ الله ﷺ، وكيف أنه خرج من ديارٍ أبى أهلُها أن يؤمنوا بالله، إلى ديارٍ آمن أهلُها بالله؛ فانتقل من دارِ كفرٍ إلى دارِ إسلام، ومن جماعةِ كافرين مشركين إلى جماعةِ مؤمنين موحدين.

وبين أن النبي ﷺ يُبيِّن لنا أن للمكانِ أثرًا على الإنسان؛ فقد رُوي أن رجلاً قتل تسعةً وتسعين نفسًا، فسأل عابدًا: هل لي من توبة؟ فقال: لا. فقتله، فأتمَّ به المائة. ثم سأل عالمًا: هل لي من توبة؟ قال: ومن ذا الذي يحجزك عن الله؟ تُبْ إلى الله، لكنِّي أراك بأرضِ قومِ سوء، -لأنهم لم يأخذوا على يده، ولم يأمروه بالمعروف، ولم ينهَوه عن المنكر-. فانتقلْ إلى أرضِ كذا، فإن فيها أقوامًا يعبدون الله.
فانتقل، فمات في الطريق. انتقل، أي: هاجر كما هاجر سيدنا موسى فرارًا من فرعون، وكما هاجر سيدنا إبراهيم عليه السلام، حيث قال: {إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي}، وقال: { إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ}، وكما هاجرت الأنبياءُ من قبلِ سيدِنا محمد ﷺ؛ هجرةَ أمنٍ أو هجرةَ إيمان. انتقلوا، غيَّروا حالَهم، ومكانَهم، وناسَهم، في سبيل الله فعلوا ذلك، فاطلع الله على ما في قلوبهم، فأيَّدهم، ونصرهم، وغيَّرهم، وتقبَّل منهم.
فهل يمكن لنا أن نبدأ ذلك، ونغيِّر من أنفسنا هجرةً لله تعالى؟
والنبي ﷺ يقول: «لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهادٌ ونيَّة»، فخفَّف الأمرَ عنَّا، ولم تَعُد الهجرة مفارقةً للأوطان، بل أصبحت مفارقةً للمعاصي؛ فقال ﷺ: «والمهاجرُ من هجرَ ما نهى اللهُ عنه»، وقال ﷺ: «من هاجر في سبيل الله ولو شبرًا من الأرض وجبت له الجنة».
- ولو شبراً من الأرض- فلم تَعُد الهجرةُ قاصرةً على الانتقال من مكةَ إلى المدينةِ المنورة، فإنه بعد الفتح لا جهادَ إلا في الهجرةِ من العصيان؛ لا هجرةَ إلا في الانتقال من دائرةِ غضبِ الله سبحانه وتعالى إلى دائرةِ رضاه.
فبادروا بتجديد حياتكم، وهاجروا في سبيل الله من حالٍ إلى حال، فقد خفَّف الله عنكم؛ أفلا تنتهزون هذا التخفيف؟! إنها فرصةٌ للفرار إلى الله تعالى، كما قال سبحانه: {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ} جميعًا.