عاجل

تمكن الصراع الدائر ما بين إيران وتل أبيب من تسليط الدور علي العديد من القوي الفاعلية إقليميا ودوليا، من حيث أدوارها ومواقفها والأهم ايضا التوازنات والتي ترغب في إحداثها، ولعل موسكو تبرز في مقدمة هذه القوي، كقطب فاعل بالمنطقة تحكمه بعض العلاقات والمصالح أيضا.

غير أن الدور الروسي هنا يتجلي علي خلفية حجم المصالح والشراكة الإستراتيجية ما بين موسكو وطهران، وبالرغم من أن هذه الشراكة برزت وفي ضوء الصراعات الأخيرة كونها تحركات تكتيكية وليست بالمعني الإستراتيجي المتعارف عليه في العلوم السياسية وما تشتمل عليه من علاقات دولية، أيضا الاتجاه التقليدى والذى يحكم القناعات الروسية تجاه محاربة التموضع وصد النفوذ الغربي بالمنطقة، ليس فقط الولايات المتحدة لكن معها أروربا والتى تعيق تقدمه فى الجنوب والشرق من أوكرانيا، أيضا العلاقات مع إسرائيل والتى تشهد تعاون معتبر،والأهم حجم المصالح الاقتصادية لموسكو بالمنطقة، وإن كانت المصالح الروسية فى اللاذقية وطرسوس ما زالت تشهد عدة من التحديات عقب إزاحة الأسد، وإن تعمد بوتين التعامل مع المستجدات فى إطار براجماتى متوازن، عقب وقت كانت فيه قد أدمجت حكام سوريا الجدد ضمن قوائم الإرهاب لديها، ومن ثم لم يحدث أن برُزت توافقات مع طهران بشأن السياق السورى الجديد، حتى أن بوتين كان حذرا بشأن مستقبل قواعده وكيفية تحقيق مصالحها العسكرية والبحرية، وبحسب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فإن روسيا جاءت إلى سوريا "بغية عدم إنشاء جيب إرهابي هناك، ولقد حققنا هدفنا"، مؤكدن على التغييرات الجديدة والتى استجدت على الوضع الروسي فى سوريا.

ما يؤشر إلى حجم التوازنات والتي ما تزال موسكو تحرص عليها وتراعيها، وفى مقدمتها العلاقات مع واشنطن، تحديدا خلال فترة ترامب _ومع الوضع فى الاعتبار نفس الاتجاهات التقليدية_، الرئيس الأمريكى والذى أعاد الاستقرار نوعا إلى العلاقات ما بين البلدين، كما أن ترامب تجاوز مؤخرا عن التحركات الروسية تجاه الصراع مع أوكرانيا، وترك الصراع دون تقييد يذكر لموسكو، بالتالى فإن دعم روسيا لإيران ما زال فى أطر وحدود هذه التوازنات ومع مراعاة عدم تمكينها من السلاح النووى، ما أسهم فى اقتصار المساعدات على الخبرات والتقنيات النووية والتى تتيح التمكن من البرنامج النووى للأغراض السلمية وقط، ذلك أيضا فى ضوء غياب التفاهمات ما بين موسكو وطهران فيما يخص المعادلة السورية الجديدة، فلم يحدث أن برز أيا من الطرفين فى المعادلة الجديدة، وإلا كان من الممكن أن يتسع الدعم من قبل موسكو لطهران.

تم نسخ الرابط