خامنئي يوجه رسالة حاسمة إلى الداخل والخارج: "لا استسلام ولا تراجع"

أكد المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، أن من يراهن على استسلام إيران تحت وطأة الضغوط العسكرية أو الاقتصادية واهم تمامًا ويرتكب خطأً استراتيجيًا، مشددًا على أن الشعب الإيراني أثبت على مدار العقود الماضية أنه لا ينكسر أمام التهديدات، بل يزداد صلابة وتمسكًا بمبادئه.
وقال علي خامنئي في خطاب رسمي بثته وسائل الإعلام الإيرانية: "هناك أطراف إقليمية ودولية تظن أن الضغوط يمكن أن تجعلنا نركع، لكنهم لا يفهمون أن إيران ليست دولة تساوم على كرامتها أو تتخلى عن سيادتها".
مواجهة العقوبات والتهديدات
استعرض علي خامنئي في كلمته مسيرة إيران في مواجهة الضغوط الدولية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، مؤكدًا أن الجمهورية الإسلامية واجهت أطول وأقسى موجات العقوبات الاقتصادية والعسكرية والسياسية، لكنها تمكنت من تطوير قدراتها العسكرية والاقتصادية والعلمية رغم الحصار.
وأشار علي خامنئي إلى أن العقوبات المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا لم تُضعف إرادة الشعب الإيراني، بل دفعت البلاد نحو الاكتفاء الذاتي في مجالات استراتيجية مثل الطاقة والتكنولوجيا والدفاع.
لا مساومة على السيادة والحقوق
شدد علي خامنئي على أن الحقوق الوطنية، وعلى رأسها البرنامج النووي السلمي، ليست قابلة للتفاوض تحت الضغط أو التهديد، موضحًا أن طهران مستعدة للحوار من منطلق القوة والندية، وليس من موقع الخضوع أو الابتزاز.
وقال علي خامنئي: "نرحب بالحوار، لكننا نرفض الإملاءات. لا أحد في العالم يمكنه أن يملي علينا ما نفعله أو كيف نعيش. نحن أصحاب قرارنا، وسيادتنا ليست موضوعًا للنقاش أو المقايضة".
تحذير من الاستهانة برد فعل إيران
في سياق حديثه، وجه علي خامنئي تحذيرًا واضحًا للولايات المتحدة وحلفائها، مؤكدًا أن أي اعتداء مباشر أو غير مباشر على المصالح الإيرانية أو على حلفائها في المنطقة سيُقابل برد قوي ومؤلم.
وأضاف علي خامنئي: "قوتنا اليوم ليست فقط في الصواريخ أو الطائرات، بل في إيماننا، وفي شعبنا، وفي جبهات المقاومة التي تقف معنا. الرد الإيراني لن يكون محدودًا بميدان واحد، بل سيكون شاملاً ومفاجئًا".

تعزيز وتمسك بالثوابت
ودعا علي خامنئي في ختام كلمته إلى الوحدة الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية، مشددًا على أن الانتصارات لا تُصنع بالسلاح فقط، بل بإرادة الشعوب ووعيها وصبرها.
وأكد علي خامنئي أن الشعب الإيراني سيواصل السير على طريق الاستقلال، ولن يتأثر بالحملات الإعلامية أو الضغوط الاقتصادية، مشيرًا إلى أن "المستقبل سيكون لصالح الشعوب المقاومة، وليس للطغاة والمعتدين".