تقودهم سيدة.. سقوط عصابة التنقيب عن كنوز الفراعنة بالجمالية

في ضربة أمنية جديدة وجهتها الأجهزة الأمنية ضد مافيا التنقيب غير المشروع عن الكنوز الأثرية المدفونة، تمكنت قوات البحث الجنائي بمديرية أمن القاهرة من الإطاحة بعصابة مكوّنة من سيدة وأربعة رجال، قاموا بأعمال حفر وتنقيب عن الآثار بطريقة غير قانونية داخل إحدى الورش الواقعة بمنطقة الجمالية، وسط العاصمة.
التنقيب عن الآثار
البداية جاءت بعد ورود معلومات سرية إلى رجال إدارة البحث الجنائي تفيد بوجود نشاط مشبوه داخل ورشة تقع في نطاق دائرة قسم شرطة الجمالية، حيث لوحظ تردد عدد من الأشخاص على المكان في أوقات متأخرة من الليل، في ظروف أثارت الشكوك حول طبيعة ما يجري خلف أبواب الورشة المغلقة.
وبناءً على هذه التحريات الأولية، تم تكثيف عمليات المراقبة والرصد، التي أكدت صحة المعلومات، وتبيّن أن الورشة ليست سوى ستار لعملية تنقيب سرية عن الآثار، يقودها خمسة أشخاص، بينهم سيدة.
وبعد تقنين الإجراءات القانونية اللازمة ، تم إعداد مأمورية أمنية مُحكمة، أسفرت عن مداهمة المكان وضبط المتهمين الخمسة متلبسين بأعمال الحفر. كما عُثر بحوزتهم على عدد من الأدوات المستخدمة في التنقيب، شملت أجهزة حفر بدائية ومتقدمة، إلى جانب معدات كشف المعادن.
وخلال التحقيقات الأولية ، اعترف المتهمون بما نُسب إليهم دون مقاومة، وأقروا بأنهم كانوا يقومون بالحفر بغرض استخراج قطع أثرية مدفونة في باطن الأرض، بقصد بيعها وتحقيق أرباح طائلة.
وقد تم التحفظ على الأدوات المضبوطة ، وأُحيل المتهمون إلى النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فيما تستكمل الأجهزة الأمنية تحرياتها للتوصل إلى باقي عناصر الشبكة المحتملة، ومن يقف خلف تمويل تلك العمليات المشبوهة.
وتأتي هذه الواقعة لتسلط الضوء من جديد على حجم التحديات التي تواجهها الدولة في حماية تراثها الأثري، في ظل تزايد المحاولات غير القانونية للعبث بالكنوز التاريخية، طمعاً في الربح السريع.
كما تؤكد يقظة أجهزة وزارة الداخلية واستمرارها في ملاحقة الخارجين عن القانون، لردع أي محاولات للنيل من إرث مصر الحضاري العريق.
ويجدر بالذكر أن عقوبات التنقيب غير المشروع عن الآثار في القانون المصري تصل إلى الحبس والغرامات المشددة، وقد تصل إلى السجن المشدد حال وقوع الضرر أو ضياع جزء من التراث الأثري، وهو ما يُنتظر أن يواجهه المتهمون في هذه القضية.