عاجل

دراسة: زجاجات المياه وأكواب الشاي تسبب أمراض خطيرة تهدد الحياة

 خطر في فنجانك اليومي
خطر في فنجانك اليومي

في وقت تتزايد فيه المخاوف من التلوث البيئي، كشفت دراسة علمية حديثة عن خطر صحي يوجد في الطعام غير مرئي يتسلل إلى أجسامنا يومًا بعد يوم، ليس من الهواء أو الماء أو التربة، بل من أدوات الطعام التي نستخدمها دون تردد في حياتنا اليومية.

الدراسة، التي أجرتها منظمة "منتدى تغليف الأغذية" غير الربحية بالتعاون مع المعهد السويسري الفيدرالي لعلوم البيئة المائية، وجامعة العلوم والتكنولوجيا في النرويج، سلطت الضوء على الميكروبلاستيك والنانو بلاستيك، وهي جزيئات بلاستيكية متناهية الصغر، لا تُرى بالعين المجردة، لكنها تُفرز باستمرار من أدوات شائعة الاستخدام مثل زجاجات المياه، أكواب الشاي، ألواح التقطيع، أكياس الشاي، وحتى زجاجات الأطفال.

ميكروبلاستيك.. خطر في فنجانك اليومي

بحسب ما توصل إليه الباحثون، فإن هذه الجسيمات الدقيقة لا تقف عند حدود الجهاز الهضمي بعد ابتلاعها، بل تمتلك القدرة على اختراق الأنسجة والاستقرار في أعضاء حيوية مثل القلب، الرئتين، الدماغ، الدم، الكبد، الأمعاء، وحتى المشيمة البشرية، كما تم العثور عليها مؤخرًا في فضلات الرضّع، مما يشير إلى مدى تغلغلها في حياتنا منذ مراحل مبكرة.

تداعيات صحية خطيرة لا يمكن تجاهلها

مراجعة علمية شاملة شملت 103 دراسة سابقة، أظهرت وجود علاقة وثيقة بين التعرض المزمن للميكروبلاستيك وظهور أمراض بالغة الخطورة، من بينها:

  • أنواع مختلفة من السرطان.
  • الجلطات الدموية وأمراض القلب.
  • الخرف وتلف الخلايا العصبية.
  • الاختلالات الهرمونية والمناعية.
  • اضطرابات الحمل والتهاب المشيمة.
  • الالتهابات المزمنة والتغيرات الميكروبية في الأمعاء.

وأشارت الدراسة إلى أن أحد أخطر تأثيرات هذه الجزيئات يتمثل في اختلال توازن "الميكروبيوم" المعوي، وهو ما يؤثر على المناعة والهضم والصحة العصبية على المدى الطويل.

زجاجات المياه في صدارة قائمة الاتهام

كشفت الدراسة أن زجاجات المياه البلاستيكية تمثل المصدر الرئيسي لانبعاث "الميكروبلاستيك"، يليها أدوات أخرى مثل:

  • أكياس الشاي الورقية والمغلفة بالبلاستيك.
  • الأكواب البلاستيكية والورقية المبطنة "بالبولي بروبيلين".
  • ألواح التقطيع البلاستيكية المستخدمة في المطبخ.
  • حاويات حفظ الطعام التي تتعرض للحرارة أو الاحتكاك.

هذه الجسيمات تنبعث من أدوات الطعام أثناء الاستخدام الاعتيادي، مثل فتح عبوة، تقليب محتوى ساخن، أو التقطيع على سطح بلاستيكي، ما يجعل خطرها غير محسوس، لكنه مستمر ومتراكم.

دعوات علمية لتشديد الرقابة والتشريعات

في هذا السياق، دعا الدكتور يوهانس تسيمرمان، أحد المشاركين في الدراسة، إلى ضرورة إعادة النظر في آليات اختبارالطعام أو أدوات المطبخ وتغليف الطعام، مشددًا على أن هذه المنتجات تشكل مصدرًا رئيسيًا للتلوث الداخلي الصامت، لكن لا تحظى بالرقابة الكافية مقارنةً بمصادر التلوث الأخرى.

وطالبت الدراسة الجهات التنظيمية بوضع معايير جديدة لاختبار قدرة أدوات المطبخ على إطلاق الجسيمات الدقيقة، من أجل ضمان سلامة المستهلك وحمايته من التعرض غير المباشر للملوثات البلاستيكية.

قاعدة بيانات شاملة

وفي خطوة تهدف إلى تسهيل تحليل البيانات واتخاذ الإجراءات، أتاح القائمون على الدراسة قاعدة بيانات تفاعلية شاملة تضم مصادر الانبعاث، المواد المستخدمة، ظروف الاستخدام، ومستويات الخطر المحتملة، وذلك لتوفير أداة دقيقة تساعد في وضع سياسات أكثر صرامة وفعالية على مستوى التشريعات والغذاء والصحة العامة.

خطر في كل مطبخ

"الميكروبلاستيك" لم يعد مجرد مشكلة بيئية أو بحرية، بل أصبح تهديدًا يوميًا يتسلل إلى أجسامنا من مطبخنا مباشرة. ومع تزايد الأدلة العلمية، تبدو الحاجة ملحة لإعادة تقييم علاقتنا بالبلاستيك، لا سيما في كل ما يلامس طعامنا وشرابنا.

ربما آن الأوان للتفكير ببدائل أكثر أمانًا، والتحول إلى أدوات صديقة للبيئة، لأن الصحة العامة تبدأ من أبسط التفاصيل: من الزجاجة التي نشرب منها، إلى الكوب الذي نحتسي فيه قهوتنا.

تم نسخ الرابط