عاجل

في اليوم العالمي للبهاق.. ما لا تعرفه عن هذا المرض النفسي الجلدي

البهاق
البهاق

تتوجه أنظار العالم نحوالبهاق وهو مرض جلدي قد يبدو للبعض بسيطًا أو سطحيًا، لكنه يحمل في طيّاته معاناة عاطفية ونفسية تفوق آثاره العضوية، الذي اختير له هذا التاريخ كي يكون يومًا عالميًا للتوعية والتضامن مع المصابين، وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها يوميًا.

ما هو البهاق؟ وكيف يحدث؟

البهاق هو مرض جلدي غير معدٍ، ناتج عن اضطراب مناعي ذاتي، حيث يهاجم الجهاز المناعي في الجسم خلايا الميلانين المسؤولة عن إنتاج صبغة الجلد، مما يؤدي إلى فقدان اللون في مناطق مختلفة من الجلد وظهور بقع بيضاء واضحة.

غالبًا ما تبدأ أعراض البهاق في الظهور على شكل بقع شاحبة في الوجه، اليدين، القدمين، أو في مناطق الجلد المعرضة للشمس، كما قد تظهر في مواضع الندوب القديمة، وتزداد وضوحًا مع مرور الوقت.

ورغم أن بعض الدراسات تشير إلى وجود عامل وراثي لدى بعض الحالات، إلا أن البهاق لا يُعد مرضًا وراثيًا صريحًا، مما يعني أن انتقاله عبر الأجيال ليس قاعدة حتمية، وهو ما يتطلب تصحيح العديد من المفاهيم المغلوطة الشائعة عنه.

أكثر من مجرد بقع.. البُعد النفسي للمرض

لا يتسبب البهاق بأي ألم جسدي، ولا ينطوي على خطر العدوى، لكن التأثير النفسي والاجتماعي له قد يكون بالغًا، خاصة في المجتمعات التي تضع معايير جمالية مشددة، أو تلك التي تفتقر إلى الوعي الكافي بخصوص الأمراض الجلدية.

يشعر كثير من المصابين بالعزلة، القلق، أو حتى الاكتئاب، نتيجة النظرات السلبية، أو التعليقات الجارحة، أو الخوف من الرفض في العلاقات الاجتماعية أو المهنية.

ولهذا السبب، يؤكد الأطباء والمختصون أن التعامل مع البهاق لا يقتصر فقط على العلاجات الجلدية أو التجميلية، بل يجب أن يشمل دعمًا نفسيًا متكاملًا، وتوعية مجتمعية شاملة.

السعودية تشارك بفعالية في اليوم العالمي للبهاق

في المملكة العربية السعودية، تتفاعل المؤسسات الصحية والجمعيات التوعوية بشكل واسع مع هذه المناسبة. حيث تُنظَّم فعاليات توعوية تشمل:

  • محاضرات طبية لتصحيح المفاهيم المغلوطة.
  • حملات دعم نفسي للمصابين وأسرهم.
  • ورش عمل تدريبية لتأهيل المصابين على التعامل مع نظرة المجتمع.
  • حملات إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة الوعي العام.
  • مبادرات فنية وثقافية لدمج المصابين في الحياة العامة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم.

وقد ساهمت هذه المبادرات خلال السنوات الماضية في تحسين جودة حياة العديد من المرضى، وتقليل الوصمة المرتبطة بالبهاق، خاصة بين الأطفال والمراهقين.

نحو مجتمع أكثر وعيًا وتقبّلًا

البهاق ليس مرضًا يجب الخوف منه، بل حالة تستدعي تفهمًا ودعمًا من المحيط الاجتماعي. التوعية والتقبّل لا يقلّان أهمية عن العلاجات الطبية، بل قد يكونان العلاج الأهم في كثير من الأحيان.

وفي هذا اليوم العالمي، تتجدّد الدعوة إلى نبذ الصور النمطية، والتعامل مع المصابين بالبهاق على أساس إنسانيتهم وقدراتهم وليس مظهر بشرتهم.

يأتي اليوم العالمي للبهاق ليذكّرنا أن الاختلاف لا يجب أن يكون سببًا للتفرقة أو الإقصاء، بل فرصة للتعلّم والتقبّل. فربما لا نُصاب بالبهاق، لكن يمكن لكلٍّ منا أن يكون سببًا في شفاء نفسي لمصاب، بكلمة دعم أو موقف إنساني.

لأن الإنسان يُرى أولًا.. وليس لون جلده.

تم نسخ الرابط