عاجل

ما هو البهاق وطرق تشخيصه وعلاجه وكيفية التعايش معه؟

البهاق
البهاق

يعد البهاق من الأمراض الجلدية المزمنة التي تتمثل في ظهور بقع بيضاء على الجلد نتيجة تدمير الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين، وهو الصبغة التي تمنح الجلد لونه الطبيعي. 

يحدث البهاق عندما يفقد الجلد صبغته في مناطق معينة نتيجة لعدة عوامل، منها العوامل الوراثية، المناعية، أو البيئية.

يعاني الأشخاص المصابون بالبهاق من اضطرابات نفسية وجمالية بسبب تأثير المرض على مظهرهم الخارجي.

في هذا التقرير، سنتناول أسباب البهاق، طرق تشخيصه، الأعراض المصاحبة له، وأحدث طرق العلاج المتاحة، سواء كانت طبية أو طبيعية.

ما هو البهاق؟

تعريف البهاق: البهاق هو حالة مرضية تسبب فقدانًا جزئيًا أو كليًا للون الجلد في مناطق معينة من الجسم. 

يحدث بسبب فقدان الخلايا الصبغية المسؤولة عن إنتاج الميلانين “الميلانين هو الصبغة التي تحدد لون الجلد، وعندما تنخفض مستويات هذا الصبغ في منطقة معينة، تظهر البقع البيضاء”.

أنواع البهاق

  • البهاق المنتشر: يشمل مجموعة واسعة من المناطق المصابة بالبهاق على الجلد.
  • البهاق المحدود: تكون البقع البيضاء محدودة في مكان واحد أو في منطقة معينة من الجسم.
  • البهاق القطعي: يظهر في جانب واحد من الجسم فقط.
  • البهاق المتناظر: يظهر على الجانبين المتناظرين من الجسم.

أعراض البهاق

  • ظهور بقع بيضاء مستديرة أو غير منتظمة على الجلد.
  • فقدان اللون في مناطق الجلد التي تكون معرضة للشمس أو الاحتكاك.
  • في بعض الحالات، قد يصاحب البهاق تغيرات في لون الشعر في المناطق المتأثرة.

أسباب البهاق

العوامل الوراثية: يعد العامل الوراثي من العوامل الرئيسية التي قد تساهم في ظهور البهاق. قد يكون للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي مع البهاق أو أمراض مناعية أخرى، مثل مرض السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية، احتمال أكبر للإصابة بالبهاق.

العوامل المناعية: يعتبر البهاق مرضًا مناعيًا ذاتيًا، حيث يعتقد أن جهاز المناعة يهاجم الخلايا الصبغية (الميلانوسايت) بشكل غير طبيعي، مما يؤدي إلى تدميرها. 

يرتبط هذا النوع من الأمراض المناعية بعدد من الأمراض الأخرى، مثل الذئبة الحمراء، وداء السكري من النوع الأول.

العوامل البيئية:

  • التعرض للصدمات النفسية أو الجسدية: هناك دراسات تشير إلى أن التعرض للضغوط النفسية أو الجسدية قد يتسبب في ظهور البهاق أو تفاقمه.
  • التعرض للأشعة فوق البنفسجية: في بعض الحالات، يمكن أن يؤدي التعرض المفرط لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية إلى ظهور البهاق.
  • التعرض للمواد الكيميائية: قد تؤدي بعض المواد الكيميائية، مثل تلك الموجودة في الصبغات أو المواد المستخدمة في المهن الصناعية، إلى تفاقم الحالة.

أسباب أخرى: بعض الباحثين يعتقدون أن للبهاق أسبابًا غير مفهومة تمامًا، مثل العوامل الجينية التي تتسبب في تعطيل وظيفة الخلايا الصبغية.

طرق تشخيص البهاق

تشخيص البهاق يتم عادةً عن طريق الفحص السريري بواسطة طبيب الجلدية، قد يتضمن التشخيص أيضًا الفحوصات التالية:

الفحص الجلدي: يتم من خلاله فحص البقع البيضاء على الجلد، حيث يلاحظ الطبيب الحجم والشكل والموقع، بالإضافة إلى توقيت ظهور الأعراض.

اختبارات الفلورسنت: قد يستخدم الأطباء جهازًا يُسمى "جهاز الفحص بالأشعة فوق البنفسجية" لفحص المناطق المتأثرة بالمرض، وهو يساعد في تحديد وجود الخلايا الصبغية المتبقية في الجلد.

الفحوصات الدموية: في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات للدم للتأكد من عدم وجود أمراض أخرى متعلقة بالجهاز المناعي أو الغدة الدرقية.

طرق علاج البهاق

يتنوع علاج البهاق حسب نوعه ومدى انتشاره، ويشمل العلاج الطبي، الجراحي، والعلاج بالأعشاب، ومن أشهر العلاجات المتاحة:

1. العلاج الطبي:

أ. الكورتيكوستيرويدات الموضعية: تعد الأدوية الموضعية مثل كريمات الكورتيكوستيرويد من العلاجات الأكثر شيوعًا للبهاق، حيث تساعد في تقليل الالتهاب وتحفيز نمو الخلايا الصبغية في المناطق المصابة.

ب. العلاج بالأشعة فوق البنفسجية: يعتبر العلاج بالأشعة فوق البنفسجية (UV) أحد العلاجات الفعالة للبهاق، حيث يتم تعريض الجلد للأشعة فوق البنفسجية بشكل تدريجي لتحفيز الخلايا الصبغية على إعادة النشاط.

ج. مثبطات المناعة الموضعية: مثل التاكروليموس والبيميكروليموس، وهي أدوية تساعد في منع استجابة جهاز المناعة المفرطة، وتستخدم بشكل رئيسي في علاج البهاق في المناطق الحساسة مثل الوجه.

د. الأدوية المناعية: بعض الأدوية مثل “الميثوتركسات” أو “السيكلوسبورين” يمكن أن تُستخدم في حالات البهاق المتقدمة التي لا تستجيب للعلاج الموضعى.

2. العلاج الجراحي:

أ. زراعة الجلد: في بعض الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج الطبي، قد يوصي الأطباء بإجراء عملية زرع الجلد، حيث يتم أخذ قطع من الجلد السليم وزرعها في الأماكن المتأثرة بالبهاق.

ب. التطعيم الجلدي: في هذا النوع من العلاج، يتم أخذ أجزاء من الجلد المصاب بالبهاق وزرعها في مكان آخر من الجسم.

3. العلاج الطبيعي والأعشاب:

أ. زيت جوز الهند: يحتوي زيت جوز الهند على خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات ويساعد في ترطيب الجلد وتحسين مرونته. يتم تدليك الزيت بلطف على البقع المصابة لتخفيف الأعراض وتحفيز تجدد الخلايا.

ب. زيت الخروع: يحتوي زيت الخروع على خصائص مضادة للالتهابات، ويمكن استخدامه بشكل موضعي على المناطق المصابة بالبهاق لتحفيز نمو الخلايا الصبغية.

ج. عصير الليمون: يحتوي عصير الليمون على حمض الأسكوربيك (فيتامين C) الذي يساعد على تجديد خلايا الجلد وتحفيز إنتاج الميلانين.

التعايش مع البهاق

رغم أن البهاق من الأمراض التي تؤثر على الجلد بشكل ملحوظ، إلا أن هناك العديد من العلاجات المتاحة التي تساعد في السيطرة على الحالة وتحسين مظهر الجلد. يجب على المصابين بالبهاق أن يلتزموا بالعلاج الطبي المناسب، بالإضافة إلى الحفاظ على نمط حياة صحي، كما ينبغي أن يحصل المرضى على الدعم النفسي والاجتماعي للتعامل مع تأثيرات المرض على حياتهم اليومية، كما أنه يعد من الحالات التي تؤثر على الصحة النفسية للمصابين بها. 

يعاني البعض من الاكتئاب، القلق، أو الشعور بالعار بسبب المظهر الجسدي، مما يتطلب الدعم النفسي والاجتماعي. يمكن اتباع بعض النصائح للتعايش مع البهاق بشكل أفضل:

الدعم النفسي: الانضمام إلى مجموعات دعم للمصابين بالبهاق يمكن أن يساعد الأشخاص على التكيف مع حالتهم ومشاركة تجاربهم.

الحفاظ على الروتين الصحي: يشمل ذلك الاهتمام بالتغذية السليمة، ممارسة الرياضة بانتظام، والابتعاد عن العوامل التي تؤدي إلى تفاقم البهاق.

حماية الجلد من الشمس: يجب على الأشخاص المصابين بالبهاق استخدام واقي شمس مناسب لحماية المناطق المتأثرة من الأشعة الضارة.

تم نسخ الرابط