عام هجري جديد ١٤٤٧.. كيف تستقبله وما يقال في أول أيامه؟

بدأت السنة الهجرية الجديدة 1447، ويستبشر المسلمون بـ عام هجري سعيد، يرجون من ربهم أن يكتب لهم فيه السلام والأمان وأن يحيوا على سكينة ومودة وألفة، وأن يحقن دمائهم ويكتب الحرية لإخوانهم في فلسطين وغيرها.
عام هجري جديد ١٤٤٧
استطلعَت دار الإفتاء المصرية، أمس هلالَ شهرِ المحرم لعام 1447 هجريًّا بعد غروب شمس الأربعاء 29 من شهر ذي الحجة لعام 1446 هجريًّا، بواسطة اللِّجان الشرعيةِ والعلميةِ المنتشرةِ في أنحاء الجمهورية، وقد تحقَّقَ لديها شرعًا من نتائج هذه الرؤية البصرية الشرعية الصحيحة ثبوتُ رؤية هلال شهر المحرم 1447 هجريًّا، والذي يبدأ اليوم الخميس 26 يونيو 2025.

تهنئة بالعام الهجري الجديد
المؤسسات الدينية ( الأزهر، الأوقاف، دار الإفتاء) حرصت على تهنئة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والأمتين العربية والإسلامية بالعام الهجري الجديد، ودعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، إلى استلهام معاني التضحية والعزيمة والإصرار على الحق، والتمسك بقيمةَ الأوطان في الإسلام، مؤكدًا أن “الهجرةَ النبوية” مناسبةٌ عظيمةٌ وحدثا فارقا في التاريخ الإسلامي وسيرة رسولنا ﷺ، ورسخت في المسلمين حسن التأسي به ﷺ في قوة ثقته بربه، وحسن توكله عليه، وتحمله المشاق في سبيل دعوته، وضربه أروع الأمثلة في التعايش السلمي مع غير المؤمنين به. ﷺ.
كما دعا الأمةَ الإسلاميةَ جمعاءَ إلى التمسك بمنهجِ الوسطية والاعتدال، ونبذِ أسبابِ الفرقةِ والخلاف، والعملِ على تعزيزِ الوحدة الإسلامية والجسدِ الواحد، وتعزيزِ التعاون المشترك بين كل دول أمتينا، وبما يُحقق السلام والازدهار والتقدُّم لبلادنا وأمتنا.
وتوجَّه شيخُ الأزهر إلى المولى عز وجل بالدعاء أن يجعل العامَ الهجريَّ الجديد عامَ خيرٍ وبركةٍ، وأمنٍ وأمانٍ، وأن يرفع الغُمَّة عن إخوتنا في غزة، وأن يُوحِّد صفوفَ المسلمين ويجمع كلمتَهم، وأن يحفظَ مصرَنا العزيزة وأمتينا العربية والإسلامية من كل مكروه وسوء، وأن يُديم على الإنسانية جمعاء نعمَ الأمنِ والاستقرارِ والسلامِ والرَّخاء، وأن يهدي قادة العالم إلى التمسك بقيم الحق والعدالة والمساواة بين الشعوب.
دعاء العام الهجري الجديد
ومن أفضل ما تستقبل به العام الهجري الجديد الدعاء؛ لأن الدعاء عبادة مستجابة في أي وقت وفي كل زمان ومكان فاحرص عليه من الآن، وردد:
- يا قريب يا مجيب، أسألك يا االله يا االله يا االله، يا ولي يا حميد، عين عناية بسابق كلمة الحسنىٰ، بها نتجمل بجمال التودد إليك بمشاهدات التغيرات الزمانية، ونتحلىٰ بحلل الوداد المفاض بالتجدد عند تجدد الزمان والأيام، حلل مطرزة بجمال اليقين، والعلم المؤيد بالكشف؛ حتىٰ لا يعروني لبس بمشاهدة التجدد لانكشاف أسرار المقتضىٰ بنور تجلي الأسماء، وشروق شمس الصفات.
- إلهي، افتح لي بافتتاح الأعوام والأشهر والأسابيع كنوز غيوب الآيات التي تتجدد بتجددها، واجعل اللهم هٰذا الفتح عاما لكل خير لي في ديني ودنياي وآخرتي.
- إلهي، يا ودود يا قريب، يا ولي يا حميد، يا مبدئ يا معيد، أسألك يا إلهي أن تحفظني من الغفلة بشهود الآثار، والسهو عند تجدد الأزمان، والأمل عند ظهور الآيات، واجعلني يا إلهي حاضر القلب معك عند كل متجدد، مشاهدا لأنوارك قبل كل مشهود، ملحوظا بعين عنايتك عند إقبالي بمعونتك عليك؛ حتىٰ يكون الإقبال مصحوبا بقبول، والقبول متصلا بوصول لحضرتك العلية.
- إلهي، أعني؛ حتىٰ أكون مفتاح خير للقلوب والأبدان، وباب خير للدين والدنيا، وكنز عز للأهل والإخوان، ونور قرب لكل راج محتاج، واحفظني في هٰذا كله من الغفلة عن شكر نعمائك يا االله، وعن نسيان حقيقتي التي بنسيانها أنسىٰ تشريفي بحضرة الفضل والإكرام.
- إلهي، قد مضىٰ من عمري زمن يقيني أني صرفته في إطاعة هواي، والميل إلىٰ حظي، والعمل برأيي، غافلا عن عظمتك، جاهلا بقدرك، وقد تحققت ظلمي لنفسي وإساءتي إليها، بما اقترفته من الكبائر والرياء والكذب والدعوىٰ، وقد تفضلت علي فوفقتني لأن أتحقق بذلك في هٰذا الآن، عندما ذكرتني بتغير الأعوام وتجدد الأزمان، فجذبتني إلىٰ حضرة لطفك وعفوك، ومغفرتك وقبولك للتوب، وغفرانك للذنب، وجواذب رأفتك، وأيادي حنانتك، مجتبى بحولك وقوتك، معترفا مقرا بكل إجرامي وعيوبي، وكبائري وزلاتي، نادما ضارعا، مبتهلا حزينا، خائفا وجلا، يا مجيب المضطر، وأي اضطرار كاضطرار ظلوم جهول تحقق ظلمه لنفسه ومخالفة أوامر سيده المنعم المتفضل، الصبور الشكور، الذي أوجدني من العدم، وسخر لي كل كائن في السموات والأرض، وأمدني بكل الإمدادات، وأمهلني ووعظني علىٰ لسان رسله صلوات الله عليهم أجمعين، وصبر علي مع قدرته علىٰ الانتقام مني عند أصغر هفوة وكل صغيرة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تهنئة بالعام الهجري الجديد
ومن تهاني عام جديد وسعيد ما يلي:
🐪مع استقبال هذا العام الهجري الجديد اتمنى لكم الخير والسعادة، فكل عام وأنتم بألف خير.
🐫أسأل الله العلي العظيم أن ينزل الفرح والسعادة على قلوبكم مع قدوم هذا العام الهجري الجديد.
🐪يا رب اجعل هذا العام الهجري عامًا مليئا بالبركة وخير على المسلمين، اللهم اجعلنا مما ينالون عفوك وعافيتك ورحمتك ورضاك وجنتك يا ذا الجلال والإكرام، وكل عام وأنتم بألف خير.
🐫مع حلول العام الهجري الجديد، كل عام وأنتم وأهلكم وذويكم بخير وسعادة.
🐪أتمنى لك عام هجري سعيد ملئ بالحب والسعادة والعطاء وجعله الله لك نهرًا فياضًا بالخير.
🐫عام هجري مضى وعام هجري جديد، فيارب احفظ أحبتي وأكرمهم من نعيمك يا خير الحافظين.
🐪كل عام والأمة العربية والإسلامية بألف خير، أعاده الله علينا وعليكم ونحن في زيارة بيت الله الحرام.
لماذا نحتفي اليوم بـ ذكرى العام الهجري؟
بداية العام الهجري في أول شهر المحرم ليس هو يوم هجرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كما قد يُظَنُّ؛ بل كانت هجرته صلى الله عليه وآله وسلم في ربيع الأول، وإنما كان العزمُ على الهجرة والاستعداد لها في استهلال المحرم بعد الفراغ من موسم الحج الذي وقعت فيه بيعة الأنصار، ومن هنا كان اعتبار أول شهر المحرم بداية العام الهجري.
ذكر الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": [وإنما أخَّرُوه من ربيع الأول إلى المحرم؛ لأنَّ ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة، وهي مقدمة الهجرة فكان أوّل هلال استهلَّ بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم، فناسب أن يجعل مبتدأ، وهذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم] اهـ.
تقول دار الإفتاء إن أول من جعل بداية التقويم الهجري هو شهر المحرم من سنة الهجرة هو عمر بن الخطاب رضى الله عنه، أما الهجرة النبوية فكانت في شهر ربيع الأول على المشهور، واختار شهر محرم لأنه بعد قدوم الحجاج من الحج.