ضياء رشوان: الاستخبارات الأمريكية منقسمة.. ونظرية الصدمة الإسرائيلية لا تصلح

قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي ضياء رشوان إن هناك انقسامًا داخل الإدارة الأمريكية بشأن تقييم نتائج الضربة العسكرية الأخيرة ضد إيران، مشيرًا إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تتفق على تقدير موحّد لقدرة إيران النووية، وهو ما انعكس على طريقة اتخاذ القرار في البيت الأبيض.
وجاء ذلك خلال لقاء رشوان مع الإعلامية منة فاروق في برنامج عبر قناة "إكسترا نيوز"، حيث استعرض ضياء رشوان خلفيات القرار الأمريكي بالتصعيد ضد طهران، والدور الإسرائيلي في التأثير على القرار السياسي الأمريكي، وتداعياته على المشهد الإقليمي.
خلاف استخباراتي أمريكي
أكد ضياء رشوان أن القرار الأمريكي بتنفيذ الضربة العسكرية على إيران جاء في ظل حالة من الانقسام داخل أجهزة الاستخبارات الأمريكية، موضحًا أن بعض هذه الأجهزة رأت أن إيران باتت على وشك امتلاك السلاح النووي خلال أسابيع، بينما قدّرت أخرى أنها ما زالت بحاجة لعام أو أكثر للوصول إلى تلك القدرة.
وقال ضياء رشوان: "هذا الخلاف بين المؤسسات الاستخباراتية الأمريكية أوجد بيئة غير متماسكة لاتخاذ قرار عسكري بهذا الحجم، وهو ما يطرح تساؤلات حول دقة التقديرات التي بُني عليها القرار".
إسرائيل أقنعت ترامب بالخطر
وكشف ضياء رشوان أن إسرائيل لعبت دورًا محوريًا في إقناع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بضرورة تنفيذ الضربة، حيث أبلغته بأن إيران على بعد خطوات محدودة من إنتاج سلاح نووي، وأن الحسم السريع ممكن من خلال ضربة خاطفة تستهدف قادة النظام.
وأشار إلى أن إسرائيل قدّمت هذه الاستراتيجية بناءً على تجربتها السابقة مع حزب الله اللبناني، والتي تقوم على ما يُعرف بـ"نظرية الصدمة"، من خلال استهداف الرأس القيادي لإرباك التنظيم وإضعاف قدرته على الرد.
هذه "النظرية" لا تنجح
علّق ضياء رشوان على هذا الطرح قائلًا إن ما يصلح مع تنظيمات مسلحة لا يمكن تطبيقه مع دول ذات سيادة وجيوش نظامية، مؤكدًا أن إيران دولة عريقة تمتلك مؤسسات متجذرة وجيش محترف وشبكة نفوذ إقليمي واسعة.
وأضاف ضياء رشوان: "ترامب وثق في السيناريو الذي طرحته إسرائيل، لكنه صُدم في النتائج على الأرض.. الضربة لم تنهِ المواجهة، بل فتحت بابًا للتصعيد والتحدي أكبر مما كان متوقعًا".

التوقعات الإسرائيلية
وأوضح ضياء رشوان أن ما حدث على أرض الواقع كشف عن محدودية أثر الضربة في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، حيث لم تنهار البنية القيادية الإيرانية كما توقعت إسرائيل، بل استطاعت طهران الرد وتثبيت معادلة ردع جديدة.
وأشار ضياء رشوان إلى أن هذا الوضع يُظهر فشل الرهان على سيناريوهات سابقة لا تراعي خصوصية كل حالة، خصوصًا حين يكون الخصم دولة قوية وليست مجرد ميليشيا.