عاجل

استبدال كسوة الكعبة 1447..طقوس مهيبة وتاريخ عريق بدأ من مصر

كسوة الكعبة
كسوة الكعبة

استبدلت السلطات السعودية، مساء الأربعاء، كسوة الكعبة المشرفة في مشهد روحاني مهيب تزامن مع حلول العام الهجري الجديد 1447هـ، وهو تقليد سنوي يحظى بمتابعة عالمية واهتمام بالغ من المسلمين حول العالم.

وذكرت الهيئة العامة للعناية بشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن فريق سعودي متخصص  مكون من 154 صانع وحرفي أشرف على عملية استبدال الكسوة، والتي بدأت بفك المذهبات والقناديل والحلي المثبتة على الكسوة القديمة، تمهيدا لتركيب الجديدة.

كيف تصنع كسوة الكعبة؟

تصنع كسوة الكعبة من قماش حريري فاخر يصبغ باللون الأسود، وتطرز عليه آيات قرآنية بخيوط من الذهب والفضة، لتغطي الكعبة بأكملها بارتفاع يبلغ 14 متر. ويتوسط الثلث الأعلى منها “الحزام الذهبي” الذي يبلغ عرضه 95 سنتيمتر وطوله 47 متر ويتكون من 16 قطعة مزينة بزخارف إسلامية.

أما هيكل الكسوة نفسه، فيتكون من خمس قطع أربع منها تغطي جوانب الكعبة، بينما تمثل القطعة الخامسة الستارة التي توضع على باب الكعبة المشرفة.


أول من كسا الكعبة من تبع الحميري إلى سيدنا محمد ﷺ

تاريخيا، ينسب أول غطاء جزئي للكعبة إلى عدنان الجد الأعلى للنبي محمد ﷺ، بينما يعتبر تبع الحميري، ملك اليمن، أول من كساها كسوة كاملة بالبرود اليمانية، وجعل لها باب ومفتاح
أما في الإسلام، فبعد فتح مكة، أمر النبي ﷺ بكسوتها بثياب حمراء وبيضاء بعد أن احترقت كسوة قريش القديمة، لتكون بذلك أول كسوة في عهد الإسلام.

مصر وكسوة الكعبة شرف محفوظ منذ عمر بن الخطاب وحتى العثمانيين

يرتبط تاريخ مصر بصناعة كسوة الكعبة ارتباط وثيق بدأ منذ عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، الذي أوصى أن تصنع الكسوة من القباطي المصري الذي اشتهرت به مدينة الفيوم.

ويوضح مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة الآثار، أن مصر ظلت ترسل الكسوة سنويا عبر العصور:
في العصر الفاطمي: كانت الكسوة بيضاء اللون.

في الدولة المملوكية: استمر إرسالها سنوي، وكان المماليك يعتبرون ذلك شرفًا لا يُنازعون فيه، حتى أنهم واجهوا محاولات ملك اليمن لكسوة الكعبة بالقوة.

في العهد العثماني: أوقف السلطان سليمان القانوني تسع قرى مصرية لصالح تمويل الكسوة السنوية.

في عهد محمد علي باشا: توقفت الكسوة لفترة بسبب الصراع مع الوهابيين، ثم عادت مجددًا عام 1228هـ.

 

الكسوة اليوم..صناعة سعودية بهوية إسلامية راسخة

منذ الستينيات من القرن العشرين، أصبحت المملكة العربية السعودية هي المسؤولة بالكامل عن صناعة الكسوة، عبر مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة في مكة المكرمة، باستخدام أحدث التقنيات وأيدي أمهر الحرفيين.

تم نسخ الرابط