محمد علاء: حروب الشائعات الرقمية.. أخطر من معارك الرصاص
حذّر محمد علاء، الخبير في الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، من تصاعد خطر استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في التزييف الإعلامي، خاصة في ظل الأزمات الإقليمية الراهنة، وعلى رأسها التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل. وأكد علاء أن ما يُعرف بـ"الحرب الرقمية" بات يمثل تهديدًا حقيقيًا للاستقرار المجتمعي والسياسي في العالم العربي.
جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج "اقتصاد مصر" على قناة أزهري، حيث كشف محمد علاء، عن موجة متزايدة من المقاطع المفبركة والصور المعدلة باستخدام الذكاء الاصطناعي، تستهدف إثارة البلبلة والتشكيك في المواقف السياسية للدول العربية.
الذكاء الاصطناعي كسلاح تضليل
أكد محمد علاء أن الذكاء الاصطناعي تطور بشكل جعله قادرًا على إنتاج محتوى مرئي وصوتي يصعب تمييزه عن الحقيقي، مشيرًا إلى أن بعض الجهات تستخدم هذه القدرات لتزوير تصريحات أو لقطات لأشخاص بارزين بهدف خلق الفتنة وبث الفوضى.
وقال محمد علاء: "نحن أمام سلاح جديد لا يُرى، لكنه قادر على إحداث زلازل سياسية واجتماعية دون إطلاق رصاصة واحدة".
حملات ضد مصر والدول العربية
أشار محمد علاء، إلى أن بعض الفيديوهات المزيفة التي ظهرت مؤخرًا استهدفت دولًا عربية رئيسية مثل السعودية والإمارات ومصر والأردن، ضمن حملة ممنهجة من التضليل الإعلامي.
وأوضح محمد علاء، أن أحد أبرز هذه الفيديوهات زعم كذبًا إرسال الإمارات مساعدات لإسرائيل، بينما كانت اللقطات المعروضة تعود في الحقيقة إلى مساعدات إنسانية أُرسلت سابقًا إلى غزة ضمن عملية "الفارس الشهم"، وتم إعادة تركيبها وإخراجها بشكل مضلل.
خطر التزييف يتجاوز الأفراد
وقال محمد علاء، خطر التزييف العميق لا يقتصر على خداع الأفراد، بل إن بعض المنصات الإعلامية الكبرى وقعت ضحية لهذا النوع من التضليل، ما يُضاعف من حجم المشكلة، ويهدد ثقة الجمهور في مصادر الأخبار، مؤكدا أن أي محتوى غير موثوق يمكن أن يتحول إلى أداة خطيرة لبث الكراهية أو تأجيج الأزمات السياسية، خاصة في ظل تسارع تداول المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي دون تحقق كافٍ.
دعوة لتعزيز الوعي الرقمي
وشدد محمد علاء، على أن الوقت قد حان لتفعيل منظومة عربية موحدة لمواجهة ما وصفه بـ"حروب الشائعات الرقمية"، مؤكدًا أن أمن المجتمعات لم يعد مقتصرًا على الجيوش والأسلحة فقط، بل بات مرتبطًا بمقطع فيديو قد يكون مزيفًا لكنه قادر على إشعال الفتن.
ودعا محمد علاء إلى: "تعزيز الثقافة الرقمية لدى الجمهور، تطوير أدوات التحقق من صحة المعلومات داخل المؤسسات الإعلامية، وضع ضوابط واضحة لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، توعية المستخدمين بمخاطر مشاركة محتوى غير موثوق، خصوصًا في أوقات التوتر السياسي والحروب".
