عاجل

مهنئًا بالعام الهجري الجديد.. البحوث الإسلامية: الهجرة النبويَّة قيمة متجدِّدة

البحوث الإسلامية
البحوث الإسلامية

هنأ مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشَّريف، الأمَّةَ الإسلاميةَ بحلول العام الهجري الجديد، مستحضِرًا في هذه المناسبة العظيمة الدروسَ العميقةَ التي تحملها الهجرة النبوية؛ بوصفها محطَّةً فارقةً في تاريخ الإنسانيَّة، ومنعطفًا حضاريًّا مثَّل نقلةً إلى أسمى معانيها.

مهنئًا بالعام الهجري الجديد.. البحوث الإسلامية: الهجرة النبويَّة قيمة متجدِّدة تتجاوز الزمان والمكان

ويؤكِّد المجمع أنَّ الهجرة النبويَّة قيمةٌ متجدِّدةٌ تتجاوز الزَّمان والمكان، وتدعونا إلى المراجعة الدَّائمة، وإعادة ترتيب الأولويَّات على أساسٍ مِنَ الإيمان والعقل والعمل؛ فكما كانت الهجرة انتقالًا مِنَ الفوضى إلى الانضباط، ومِنَ الفُرقة إلى الوَحدة- فإنَّها اليوم دعوةٌ إلى الهجرة مِنَ الجهل إلى العِلم، ومِنَ العجز إلى الفِعل، ومِنَ الانغلاق إلى الانفتاح المنضبِط بقِيَم الإسلام.

ويشدِّد المجمع على أنَّ إحياء هذه الذِّكرى لا يكون بالشعارات؛ وإنَّما بترسيخ المعاني التربويَّة في النفوس، وعلى رأسها: الصَّبر، والمبادرة، والتخطيط، والتضحية، والتكافل، والوعي بطبيعة المرحلة، وكلُّها قِيَمٌ جسَّدها النبيُّ ﷺ وصحابتُه الكِرام، وبها تأسَّستْ دولة المدينة، وقامتْ حضارة جَمعتْ بين العقيدة والإنسان والعُمران.

ويُذكِّر المجمع في هذه المناسبة المباركة بأنَّ بناء الإنسان هو غاية الهجرة وثمارها، وأنَّ مسئوليَّة المؤسَّسات الدِّينيَّة والتعليميَّة والثقافيَّة هي تحويل هذه القِيَم إلى واقعٍ حيٍّ في حياة النَّاس؛ مِن خلال خطابٍ رشيدٍ، وتعليمٍ نافعٍ، وتربيةٍ تُعلِي مِن قيمة العمل، وتُواجِه ثقافة التَّواكل والسَّطحيَّة والفراغ الرُّوحي، داعيًا إلى جَعْل العام الجديد نقطةَ انطلاقٍ نحو الإصلاح الذَّاتي والاجتماعي والنَّهضوي، في إطارٍ مِنَ الوعي الرَّاسخ والانتماء الصَّادق.

(البحوث الإسلامية) يصدر عدد (المحرَّم) من مجلة الأزهر بملف خاص عن الهجرة النبويَّة

أصدر مجمع البحوث الإسلاميَّة بالأزهر الشَّريف عدد شهر المحرَّم لعام 1447هـ من مَجَلَّة الأزهر الشريف، مواصِلًا عطاءه الفِكري والعِلمي مع مطلع كلِّ شهر هجري، وقد تضمَّن هذا العدد ملفًّا خاصًّا عن الهجرة النبويَّة، متناولًا أبعادها الإيمانيَّة، والدروس الحضاريَّة، ورسائلها المتجدِّدة للأمَّة في بناء القِيَم وترسيخ المبادئ.

ويمثِّل هذا العدد انطلاقة العام التاسع والتسعين من تاريخ مَجَلَّة الأزهر العريقة، التي وُلِدَت في أحضان الأزهر الشَّريف منذ عام 1349هـ= 1930م، لتكون مرآةً ناطقةً للفِكر الأزهري الوسطي، ومنبرًا عِلميًّا يعكس روح الإسلام ومقاصده العظيمة في إصلاح الإنسان والمجتمع.

وقال فضيلة أ.د. محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية: إنَّ ملف هذا العدد يأتي ليُعيد تقديم الهجرة النبويَّة كحدث مفصلي في بناء الوعي الإسلامي، بوصفها نقطةَ تحوُّلٍ حضاريٍّ أسَّست لمجتمع جديد على أُسُس مِنَ الإيمان، والتخطيط الرشيد، مؤكِّدًا أنَّ المَجَلَّة قد حرصت على أن يكون الطَّرح متجاوزًا السَّردَ التقليديَّ، مِن خلال معالجة عِلميَّة تستنطق دلالات الهجرة في واقعنا المعاصر، وتُبرِز كيف استطاع النبي ﷺ أن يصوغ مشروعًا إنسانيًّا متكاملًا يربط بين السماء والأرض، ويؤسِّس لعمران الإنسان.

من جانبه، أوضح فضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة ورئيس تحرير مَجَلَّة الأزهر، أنَّ الهجرة النبويَّة تمثِّل نقلةً نوعيَّةً في تاريخ الأمَّة، تجاوزت فكرة الانتقال المكاني، إلى إعادة بناء التصوُّر الحضاري للأمَّة على قواعد العدل والرحمة والعمل المشترك لافتًا إلى أنَّ المَجَلَّة تناولت في هذا الملف الهجرةَ من مختلِف أبعادها الدِّينيَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة، بأسلوب يخاطب القارئ المعاصر، ويُعيد وَصْل الأجيال بجذور هُويَّتها.

في السياق ذاته، أكَّد الدكتور حسن خليل، الأمين العام المساعد للثقافة الإسلاميَّة والمشرف على إصدار المَجَلَّة، أنَّ ملف هذا العدد يقدِّم محتوًى عِلميًّا بأسلوب يجمع بين الأصالة والمعاصرة، ويأتي في وقتٍ تحتاج فيه الأمَّة إلى استحضار قِيَم التضحية والنَّهضة التي جسَّدتها الهجرة النبويَّة، مشيرًا إلى أنَّ المَجَلَّة قد أصدرت مع عدد هذا الشهر كتابَين هديةً للقرَّاء؛ بعنوان: (الهجرة المحمديَّة للنبي ﷺ) لفضيلة الشيخ محمود أمين النواوي، و(مداخل إلى العقيدة الإسلاميَّة ج2) للأستاذ الدكتور يحيى هاشم حسن فرغل، وهما مِن تقديم: فضيلة أ.د. نظير عيَّاد، مفتي الجمهوريَّة ورئيس تحرير مَجَلَّة الأزهر.

وتُباع مَجَلَّة الأزهر بخمسة جنيهات فقط، كما أنَّ باب الاشتراكات فيها مفتوحٌ مِنْ خلال التَّواصل مع الإدارة العامَّة لمَجَلَّة الأزهر الشَّريف بمجمع البحوث الإسلاميَّة في شارع الطيران بمدينة نصر، أو عبر التَّواصل مع قِسم الاشتراكات بمؤسَّسة الأهرام.

تم نسخ الرابط