«شهداء المساعدات».. مأساة جديدة في غزة تحت وطأة الحصار والجوع

في مشهد مأساوي يلخص حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، كشف بشير جبر، مراسل قناة القاهرة الإخبارية من مدينة خان يونس، عن ظاهرة مؤلمة باتت تعرف باسم "شهداء المساعدات"، حيث يسقط المئات من الفلسطينيين بين شهيد وجريح أثناء محاولاتهم الوصول إلى المساعدات الغذائية في ظل الجوع المدقع والحصار الخانق.

المساعدات تتحول إلى فخاخ قاتلة

وأوضح بشير جبر، خلال مداخلة عبر برنامج يقدمه الإعلامي تامر حنفي، أن نقاط توزيع المساعدات التي أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن فتحها في شمال ووسط قطاع غزة، ليست سوى فخاخ مميتة، إذ يتم استهداف المدنيين بشكل مباشر بالنيران والقذائف عند اقترابهم من تلك النقاط.

وأشار بشير جبر إلى أن هذه النقاط تقع داخل مواقع عسكرية، ما يجعلها مصيدة متعمدة للمواطنين الذين يبحثون عن الطعام، لافتًا إلى أن المجاعات أجبرت الفلسطينيين على خوض مخاطرة الوصول لتلك المواقع، رغم علمهم بالخطر المحيط بها.

حصيلة مأساوية

منذ إعلان فتح هذه النقاط قبل نحو شهر، أكد بشير جبر أن عدد الشهداء بلغ ما يقارب 500 فلسطيني، بينما تجاوز عدد الجرحى 4000 حالة، مشيرًا إلى وجود 40 مفقودًا لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، وقد يكون بعضهم استُهدف أثناء محاولته الوصول عبر طرق وعرة ليلاً بحثًا عن لقمة العيش.

وأضاف بشير جبر أن "الناس تموت جوعًا وقصفًا في الوقت نفسه، والمساعدات التي كانت تنتظرهم تحولت إلى أدوات قتل جماعي أمام أنظار العالم".

استمرار العدوان الإسرائيلي

وفي سياق متصل، تحدث بشير جبر عن استمرار العدوان الإسرائيلي على مختلف مناطق قطاع غزة، مؤكدًا أن 65 شهيدًا سقطوا منذ صباح اليوم فقط، من بينهم 15 شهيدًا خلال الساعة الأخيرة، نتيجة غارات مكثفة استهدفت منازل المدنيين في مخيم النصيرات وحي التفاح ومخيم الشاطئ.

وأشار بشير جبر إلى أن أغلب الضحايا من النساء والأطفال الذين كانوا داخل بيوتهم، مما يدل على أن الاستهداف يتم بشكل عشوائي ومتعمد دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين.

كارثة طبية في غزة

كما سلط بشير جبر الضوء على الوضع الصحي المتدهور في القطاع، حيث باتت المستشفيات غير قادرة على تقديم الرعاية اللازمة للمصابين نتيجة نفاد الوقود والمستلزمات الطبية، وسط الحصار المتواصل ومنع إدخال الإمدادات الإنسانية.

وأوضح بشير جبر أن الطواقم الطبية تعمل في ظروف شديدة القسوة، وأن "كل دقيقة تأخير في العلاج قد تعني فقدان حياة جديدة".

غزة تنزف والعالم صامت

واختتم بشير جبر مداخلته بتوجيه نداء استغاثة إلى المجتمع الدولي، مؤكدًا أن ما يجري في غزة يتجاوز حدود الكارثة الإنسانية إلى جرائم حرب موثقة، داعيًا إلى تدخل عاجل لوقف العدوان وضمان دخول المساعدات بشكل آمن ومنظم، بعيدًا عن الفخاخ العسكرية التي تنصبها قوات الاحتلال للجائعين.