عاجل

سد صيني ضخم «يُطيل اليوم» ويُعيد تشكيل الأرض.. ما القصة؟

سد الصيني الثلاثي
سد الصيني الثلاثي

في ظاهرة علمية لافتة، كشفت دراسات حديثة أن سد "الممرات الثلاثة" في الصين، وهو الأكبر في العالم من حيث الطاقة التخزينية، له تأثير طفيف لكنه ملحوظ على توازن كوكب الأرض ودورانه حول محوره، ما يسلط الضوء على حجم التأثير المحتمل للمنشآت الهندسية العملاقة على النظام الطبيعي للكوكب.

ويقع السد في مقاطعة "هوبي" وسط الصين على نهر اليانغتسي، ويضم خزانًا مائيًا هائلًا يتسع لأكثر من 40 مليار طن من المياه. هذه الكمية الضخمة – بحسب تقرير نشره موقع Sustainability Times – تُعد كافية لتوفير نحو 3% من احتياجات الصين من الكهرباء، إلا أن لها أثرًا فيزيائيًا غير متوقع على كوكب الأرض.

تأثير فيزيائي على الكوكب

أوضح التقرير أن تخزين هذا الحجم الهائل من المياه في موقع واحد يؤدي إلى "إزاحة بسيطة" لكتلة الأرض، مما يترتب عليه إطالة طول اليوم بمقدار يُقدّر بـ 0.06 ميكروثانية (جزء من مليون جزء من الثانية). كما يساهم في تغييرات طفيفة في الشكل الجيوديسي للأرض، إذ يزيد من انتفاخ الكوكب عند خط الاستواء ويقلل من تسطحه عند القطبين.

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة ناسا في دراسة سابقة أجراها الدكتور بنجامين فونغ تشاو عام 2005، أن الأنشطة البشرية الكبيرة – مثل بناء السدود العملاقة – لها تأثير مشابه لتأثير الظواهر الطبيعية الكبرى على توازن الكوكب، مشيرًا إلى أن خزان سد "الممرات الثلاثة" يُعد أحد أبرز النماذج التي تُظهر ذلك التأثير.

شبيه بزلزال سومطرة

ويقارن الباحثون تأثير السد بتأثير زلزال "سومطرة–أندمان" المدمر الذي ضرب إندونيسيا في ديسمبر 2004، وبلغت قوته 9.3 درجات على مقياس ريختر، والذي أدى إلى تقصير طول اليوم على الأرض بنحو 2.68 ميكروثانية، وأحدث تغيرات طفيفة في محور دوران الكوكب.

تحذير من التراكم التدريجي

ورغم أن التأثيرات التي يُحدثها السد تُعد صغيرة جدًا، إلا أن العلماء يحذرون من أن التراكم التدريجي لتأثيرات الأنشطة البشرية الكبيرة – مثل مشاريع السدود العملاقة، والاستخراج المكثف للموارد، وزيادة كتلة المناطق الحضرية – يمكن أن يؤدي بمرور الوقت إلى تغييرات واضحة في التوازن الجيوفيزيائي للأرض.

بين القوة والمنفعة

سد "الممرات الثلاثة" يُعد رمزًا للطموح الهندسي الصيني، إذ يوفّر طاقة هائلة تساهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، إلا أن تأثيراته البيئية والجغرافية لا تزال محل جدل واسع بين العلماء والخبراء البيئيين، خاصة في ظل التحذيرات المتزايدة بشأن تأثير الإنسان المتسارع على التوازن الطبيعي للكوكب.

تم نسخ الرابط