خالد الجندي يوضح الفرق بين "إن شاء الله" و"بإذن الله" في سياق اللغة | فيديو

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أهمية استخدام العبارات الدينية بدقة ووعي، موضحًا الفرق الجوهري بين قول "إن شاء الله" و"بإذن الله"، وضرورة التفريق بينهما وفقًا لموقع الحدث ودور الإنسان فيه، جاءت تصريحاته خلال حلقة خاصة من برنامج لعلهم يفقهون بعنوان "حوار الأجيال"، والتي بُثّت عبر قناة DMC.
"إن شاء الله" للفعل المباشر
أوضح خالد الجندي أن عبارة "إن شاء الله" تُستخدم عندما يكون الإنسان هو الفاعل المباشر للفعل أو العمل المستقبلي، أي أنه مسؤول عنه وقادر على تنفيذه بمشيئة الله، قائًلا: "لو أنا رايح المطار أجيب والدي، أقول رايح إن شاء الله، لأن أنا اللي هقوم بالفعل بنفسي".
وأشار خالد الجندي إلى أن هذا الاستخدام يتوافق مع ما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالى: "ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدًا إلا أن يشاء الله"، حيث يُفهم أن استخدام "إن شاء الله" مرتبط بالنية الشخصية لتنفيذ الفعل، مع تفويض التوفيق فيه إلى الله عز وجل.
الخارجة عن الإرادة
وفي المقابل، أوضح خالد الجندي أن "بإذن الله" تُستخدم عندما يكون الأمر خارج نطاق سيطرة الإنسان ولا يملك عليه قدرة، وأعطى مثالًا على ذلك بقوله: "لو والدي جاي من الخارج، أقول: هييجي بإذن الله، لأن المسألة مش بإيدي، وممكن تحصل ظروف تمنعه من السفر".
وشدد خالد الجندي على أن هذه العبارة تعبر عن إيمان المسلم بأن بعض الأمور لا تتحقق إلا بإذن الله، وأن الإنسان لا يتحكم في كل مجريات الحياة، ولذلك يجب أن يُظهر توكله على الله عند الحديث عن مثل هذه الأمور.
توقيت والعبارات الصحيحة
لفت خالد الجندي إلى خطأ شائع في الاستخدام اللغوي والديني لعبارات التمني، مثل قول "بكره الخميس إن شاء الله"، مبينًا أن الأيام والتواريخ ليست في يد الإنسان، وبالتالي لا يجوز ربطها بعبارة "إن شاء الله"، بل الأفضل أن يُقال: "بكره الخميس بإذن الله"، لأن توقيت الأيام أمر خارج عن إرادة البشر.
وأوضح خالد الجندي أن هناك جانبًا من "أدب الاستثناء" في اللغة الدينية، وهو ما يجب أن يتحلى به المسلم عند الحديث عن المستقبل، وذلك تطبيقًا لقوله تعالى: "إلا أن يشاء الله"، وهو استثناء شرعي وعقائدي يُعبّر عن التسليم المطلق بمشيئة الله.

دعوة للوعي اللغوي والديني
واختتم خالد الجندي حديثه بالتأكيد على أن المسلم الواعي يجب أن يفرّق بين العبارات الدينية، ويستخدمها بدقة في مواضعها الصحيحة، لأن اللغة تعكس العقيدة، واختيار الكلمات يعكس مدى إدراك الإنسان لإرادة الله ودوره في حياته اليومية. وأشار إلى أن إدراك هذا الفرق البسيط يعمق فهم المسلم لدينه، ويزيد من ارتباطه بالمعاني الروحية للغة التي يستخدمها.