حزب الجيل : التواصل الجماهيري يعتبر البوصلة الحقيقية للأحزاب السياسية في مصر

أكد الدكتور أحمد محسن، أمين تنظيم حزب الجيل الديمقراطي، أن التواصل الجماهيري هو الأساس الذي يجب أن تستند إليه الأحزاب السياسية في مصر، معتبرًا إياه البوصلة التي تُحدد من خلالها الأحزاب توجهاتها ودورها الفعلي داخل المجتمع.

وأشار أحمد محسن إلى أن وظيفة الحزب السياسي لا تقتصر على مجرد العمل البرلماني أو الحضور الإعلامي، بل يجب أن يكون همزة الوصل الحقيقية بين الدولة والمجتمع.

الأحزاب بين الدولة والجماهير

قال أحمد محسن، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "اليوم" المذاع عبر قناة "دي إم سي"، إن جوهر العمل الحزبي يتمثل في إقامة علاقة تفاعلية مستمرة مع المواطنين، موضحًا أن طبيعة هذا التفاعل تختلف بحسب التوجهات الأيديولوجية للأحزاب.

ففي الوقت الذي تتجه فيه الأحزاب ذات التوجه اليميني أو الموالي للدولة لنقل توجهات الحكومة إلى الشارع، تعمل الأحزاب ذات النزعة اليسارية على نقل مطالب المجتمع إلى صانع القرار.

التواصل وقود الحياة السياسية

وشدد أحمد محسن على أن التواصل الجماهيري لا يجب أن يُنظر إليه كأداة انتخابية فقط، بل باعتباره "وقود الحياة السياسية" بأكملها، إذ لا يمكن لحزب أن ينجح أو يستمر بدون قاعدة جماهيرية فاعلة ومستمرة، موضحًا أن الانتخابات، سواء كانت محلية أو برلمانية، تعتمد بالدرجة الأولى على قدرة الحزب في التفاعل مع المواطنين، وبناء الثقة، وتقديم حلول واقعية لقضاياهم.

الأحزاب ودورها في المجتمع

أشار أحمد محسن إلى أن الفترة الأخيرة شهدت حراكًا سياسيًا ملموسًا من قبل الأحزاب، لاسيما في ما يتعلق بالقضايا المجتمعية الحساسة، مثل أزمة الإيجار القديم، موكدًا أن هذا الحراك يعكس تطورًا إيجابيًا في أداء الأحزاب السياسية، حيث لعبت دورًا فاعلًا في تمثيل نبض الشارع ونقل مخاوفه بشأن بعض التشريعات الحكومية.

وأشاد أحمد محسن بتجربة الأحزاب ذات الأغلبية البرلمانية التي أبدت لأول مرة اعتراضًا واضحًا على مشروع قانون مقدم من الحكومة، وطالبت بإعادة النظر فيه، معتبرًا ذلك خطوة مهمة نحو تعزيز استقلالية القرار الحزبي وترسيخ ثقافة النقاش والتعديل داخل المؤسسات التشريعية.

دور الأحزاب في الشارع

وفي ختام تصريحاته، دعا أحمد محسن إلى ضرورة تعزيز حضور الأحزاب السياسية في الشارع المصري من خلال تنظيم اللقاءات المباشرة مع المواطنين، والانخراط في المبادرات المجتمعية، والعمل على تمكين الكوادر الشابة. وأكد أن الديمقراطية الحقيقية لا تُبنى إلا بأحزاب قوية تتواصل مع الجماهير باستمرار، وتدافع عن مصالحهم بفاعلية.