د. علي فخر: السيدة خديجة اختارت النبي ﷺ زوجًا لها بسبب أمانته وصدقه

قال الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن السيدة خديجة رضي الله عنها لم تختر النبي محمد ﷺ زوجًا إلا بعد أن رأت منه خلقًا عظيمًا، وأمانة لا مثيل لها، مشيرًا إلى أن هذه الصفات كانت سببًا رئيسًا في تعلّق قلبها به، قبل أن يُبعث نبيًّا.
وأوضح “فخر” خلال لقائه ببرنامج فتاوى الناس على شاشة قناة “الناس”، أن السيدة خديجة كانت من كبار تجار مكة، وقد عُرفت بالحكمة ورجاحة العقل، وكانت تختار من يعمل في تجارتها بعناية، لكنها حين سمعت عن أمانة محمد بن عبد الله، استأمنته على تجارتها، وأرسلته في رحلة إلى الشام، مصحوبًا بغلامها ميسرة.
وتابع أن الغلام ميسرة عاد من الرحلة بانطباع شديد الإيجابية عن النبي ﷺ، وروى للسيدة خديجة ما رآه من صدق الحديث، وحسن المعاملة، وحرص النبي على أداء الأمانات، بل وكيف أن أرباح تجارتها تضاعفت على يديه، وهو ما زاد إعجابها به، وجعلها تعرض عليه الزواج، رغم أنها كانت تكبره سنًا.
وأضاف أمين الفتوى أن هذا الموقف يُبين أن الأخلاق هي الأساس في الاختيار، وأن المرأة حين ترى الرجل صاحب أمانة وخلق، فإنها تطمئن إليه، ويكون أهلًا للزواج، وهذا ما حصل بين خديجة والنبي محمد ﷺ، حيث بنيت العلاقة منذ بدايتها على الثقة والاحترام.
وأشار “فخر” إلى أن النبي ﷺ ردّ الجميل لخديجة رضي الله عنها، فظل يذكرها بالخير حتى بعد وفاتها، وكان يُكرم صديقاتها، ويقول عنها: “آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس”، وهو ما يعكس الوفاء العظيم الذي اتسم به خلق النبي الكريم.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن سيرة النبي ﷺ في التعامل مع النساء عامة، والسيدة خديجة خاصة، تحمل دروسًا عظيمة في التقدير، والوفاء، وبناء العلاقة على أسس من الأخلاق، وليس على المظاهر أو المال فقط
كيف كان النبي ﷺ يتعامل مع زوجاته؟
1. المعاملة بالرحمة والمودة:
كان النبي ﷺ يحنو على زوجاته ويُظهر لهن الحب والرحمة، كما قال الله تعالى:
﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19].
2. العدل بين الزوجات:
كان يقسم بينهن في المبيت والنفقة بعدل كامل، دون تفضيل في الحقوق المادية، حتى قال:
“اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك” – يقصد قلبه.
3. الاحترام والتقدير:
لم يكن يرفع صوته على زوجاته، بل كان يحترم مشاعرهن وآرائهن، ويستشيرهن في الأمور المهمة كما فعل مع أم سلمة في صلح الحديبية.
4. المزاح واللطف:
كان يمازح زوجاته ويشاركهن لحظات المرح، فقد كان يسابق السيدة عائشة رضي الله عنها، وقال لها يومًا:
“هذه بتلك” عندما سبقته بعد أن سبقها.
5. مراعاة الغيرة والغيرة الطبيعية:
كان يتعامل بلطف مع غيرة زوجاته، ولم يُحرجهن أو يعنّفهن، بل كان يمتص مشاعرهن بحكمة ورحمة.
6. الوفاء حتى بعد الوفاة:
لم ينسَ السيدة خديجة رضي الله عنها بعد وفاتها، وكان يُكرم صديقاتها، ويذكرها دائمًا بخير، ويقول:
“رزقت حبها”.
7. تحمّل الأذى والصبر:
في بعض المواقف، غضبت بعض زوجاته أو ارتفع صوتهن، فكان يصبر ولا يُقابل الغضب بغضب، بل بالحلم.
8. مساعدته لزوجاته في البيت:
كان يخيط ثوبه ويخصف نعله، ويعمل في بيته كما أخبرت السيدة عائشة، وقالت:
“كان في مهنة أهله”.
9. مراعاة ظروف كل زوجة:
كان يعرف طبائع كل زوجة، ويتعامل معها بما يناسبها، فكان يُطيل المكث عند السيدة زينب، ويلاطف السيدة صفية، ويستمع للسيدة عائشة دون ملل.
10. الحرص على تعليمهن أمور الدين:
كان يعلّم زوجاته أحكام الدين ويُجالسهن في المجالس العلمية، وكن ينقلن عنه أحاديث كثيرة، وخصوصًا السيدة عائشة