عاجل

زواج التجربة والمساكنة.. كلام فارغ أم خطر حقيقي؟ المأذونون يردون|خاص

الشيخ إبراهيم سليم
الشيخ إبراهيم سليم

يروج لمصطلحات زواج التجربة والمساكنة كـ حلٍ لتفادي أزمات الطلاق، وبالنظر في تلك المصطلحات يكثر الجدل حول قبولها لدى المجتمع باعتبارها مصطلحات تنافي الدين والعادات فكيف ينظر إليها المأذونين؟

زواج التجربة والمساكنة.. كيف تصنف المصطلحات الرائجة ضمن مقترحات لتفادي الطلاق؟  

يقول الشيخ إبراهيم سليم رئيس صندوق المأذونين الشرعيين، في تصريحات خاص لـ نيوز رووم: «الزواج له ضوابط كفلها الإسلام تضمن حقوق الطرفين، ونحن كمأذونين ننصح بعدم الاستماع لتلك الأفكار الغريبة التي تهدف فقط لتحقيق المشاهدات، فليس من العرف أو الشرع أن يتحايل الناس بزعم الخوف من الطلاق ويكون البديل أن يحرر شاب وفتاة ورقة بينهما أو يجلسا معًا دون أي قيود أو ضوابط تحت غطاء الحب».

وتابع: «احنا بقى عندنا وباء اسمه التريند، الناس بقت تجري ورا فوبيا التريند زواج التجربة غير مقبول عقلًا أو شرعًا أو إنسانيًا، هناك في الإسلام أصول للزواج ولهذا شرعت الخطبة يتعرف فيها الطرفين إلى بعضهما البعض، كلام فارغ غرضه الشو الإعلامي».

وأكمل: «إضافة إلى أن بعض الأفكار الغربية كالمساكنة وهي شرعًا غير جائزة، نرد عليها: «مينفعش 2 أغراب يقعدوا مع بعض لاهي زوجته ولا بنته ولا أخته علشان يقعدها معاه تحت سقف واحد لكن القصة تريند ومشاهدات بس».

شروط صحة زواج ذوي الهمم

يقول الشيخ إبراهيم سليم: «المجتمع بيستغرب زواج ذوي الهمم، لكن كمأذون شرعي بيمر عليا حالات كثيرة منها“ الأصم، الأخرس، الأطرش، ومن يعاني صعوبة الكلام وغيرهم”، مشيرًا إلى أن الدولة تدعم ذوي الهمم وتسعى لمساعدتهم ومن حقوقهم الزواج كذلك وهو من الناحية الشرعية والقانونية صحيح.

وتابع في حوار خاص لـ «نيوز رووم» ينشر لاحقًا: «دار الإفتاء حسمت المسألة في عام 2005 وقالت بجواز الزواج، ووضعت بعض الضوابط منها معرفة الشخص الآخر بحالة المتقدم له، عدم وقوع ضرر على أحد الزوجين، الحالة التي أثارت الجدل كانت لولد من ذوي الهمم في مقابل ماذا لو كانت حالة من ذوات الهمم هي من ستتزوج، معرفة أطراف العلاقة الزوجية ولا يكون هناك رفض».

أزمة زواج مصاب بـ متلازمة داون

كان ذلك على خلفية استضافة موقع «نيوز رووم» الشيخ إبراهيم سليم، رئيس صندوق المأذونين الشرعيين، للحديث عن أزمة زواج ذوي الهمم، خاصة بعد أن انتشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، زواج شخص مصاب بـ متلازمة داون في محافظة الشرقية، وتساءل الكثيرون حول هل من حقه أن يتزوج؟، وهل زواج ذوي الهمم باطل؟

تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة

كان الأزهر الشريف قد استنكر ما أسماه الدعوات البائسة إلى ما يسمى بـ«المساكنة» التي تَنَكُّرٌ للدين والفطرة، وتزييفٌ للحقائق، ومسخٌ للهُوِيَّة، وتسمية للأشياء بغير مسمياتها، ودعوة صريحة إلى سلوكيات مشبوهة محرمة، ولفت إلى عدة أمور:

  • أحاط الإسلام علاقة الرجل والمرأة بمنظومة من التشريعات الراقية، وحصر العلاقة الكاملة بينهما في الزواج؛ كي يحفظ قيمهما وقيم المجتمع، ويصونَ حقوقهما، وحقوق ما ينتج عن علاقتهما من أولاد، في شمول بديع لا نظير له.
  • يُحرِّم الإسلام العلاقات الجنسية غير المشروعة، ويحرّم ما يوصّل إليها، ويسميها باسمها «الزنا»، ومن صِورِها ما سمي بـ«المساكنة» .. التي تدخل ضمن هذه العلاقات المحرّمة في الإسلام، وفي سائر الأديان الإلهية والكتب السماوية.
  • العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج وإن غلفت مسمياتها بأغلفة مُنمَّقة مضللة للشباب، كتسمية الزنا بالمساكنة، والشذوذ بالمثلية .. إلخ؛ -بمنتهى الوضوح- علاقات محرمة على الرجل والمرأة تأبى قيمنا الدينية والأخلاقية الترويج لها في إطار همجي منحرف، يسحق معاني الفضيلة والكرامة، ويستجيب لغرائز وشهوات شاذة، دون قيد من أخلاق، أو ضابط من دين، أو وازع من ضمير.
  • الزنا كبيرة من كبائر الذنوب يعتدي مرتكبها على الدين والعرض، وحق المجتمع في صيانة الأخلاق والقيم، وهبوطٌ في مستنقع الشهوات، وقد سمَّاها الله تعالى فاحشة، وبيّن أن عاقِبَتها وخيمة في الدنيا والآخرة، ساء سبيل من ارتكبها ولو بعد حين؛ قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا}. [الإسراء: 32]
  • ولا ينحصر تحريم هذه الكبيرة على المسلمين فقط؛ ففي الوصايا العشر: «لا تزن».
  • عقد النقاشات حول قبول المساكنة على مرأى ومسمعٍ من النّاس طرح عبثي خطير، يستخفُّ بقيم المجتمع وثقافته وهُوِيَّتِه، ولا يمتُّ للحرية من قريب أو بعيد، إلا حرية الانسلاخ من قيم الفطرة وتعاليم الأديان.
  • طرح دعوات صريحة توجّه المجتمع نحو ممارسات منحرفة، وعرض المحظور في صورة المقبول، يُحطِّم كثيرًا من حصون الفضيلة في نفوس النشء والشباب، الذي هو حجر الزاوية في المجتمعات وركنها الركين، مما يُنذر بخطر الاجتراء على حدود الله ومحارمه.
  • تقديم المساكنة للمجتمع في صورة بديل الزواج أو مُقَدِّمةٍ له بزعم تعرّف كلا الطرفين على الآخر؛ إمعانٌ في إفساد منظومة الأسرة والمجتمع حقوقيًّا وأخلاقيًّا، ودينيًّا، واختزال لعلاقة الزواج الراقية بين الرجل والمرأة في متعة زائفة، واعتداء على كرامة المرأة، وإهدار لحقوق ما ينتج عن هذه العلاقة من أولاد، فالبدايات الفاسدة لا تثمر إلا الفاسد الخبيث.
  • الجرأة في طرح الجرائم اللاأخلاقية، والسعي لتطبيع هذا النوع من العلاقات الشّاذة والمحرّمة، من خلال خطط شيطانية ممنهجة، تعصف بقيم الفطرة النقية، وتستهدف هدم منظومة الأخلاق، ومَسْخ هُوِيَّة الأفراد، وتعبث بأمن المُجتمعات واستقرارها؛ هذه الجرأة جريمةٌ مستنكرة ممن لا يقيمون وزنًا لهدي السماء، وحكمة العقل، ونداءات الضمير.

يشد الأزهر الشريف على أيدي الآباء والأمهات، والمُؤسسات الثَّقافية والتَّربوية والتَّعليمية، فيما يضطلعون به من أدوار تربوية نحو النَّشء تعزِّز قِيَمَ الآداب والفضائل الأخلاقيَّة والدِّينية القَويمة والرَّاقية، وتُحَصِّنهم من الوقوع في مستنقعات الشّهوةِ والرَّذيلة.

تم نسخ الرابط