إقبال جماهيري.. حراك دعوى فى بيوتِ الرحمنِ بمرسى مطروح

واصِلُت مديريةُ أوقافِ مطروحَ لليوم الثالث على التوالي نشاطها الدعويَّ والقرآنيَّ بمساجدِها، تحتَ رعايةٍ من الدكتور أسامة الأزهري، وزيرِ الأوقاف، وإشرافٍ مباشرٍ ومشاركةٍ فعّالةٍ من الشيخ، حسن عبد البصير ، مدير مديرية أوقاف مطروح.
و انطلقت فعالياتُ الحِراكِ الدعويِّ بالمقارئ القرآنيةِ، حيث أُقيمت فعالياتُ المقارئ للأئمةِ في ثماني مقارئَ، بمعدلِ مقرأةٍ في كلِّ إدارةٍ فرعيّة، وتنوّعت الجلساتُ بين تلاوةِ القرآن الكريم ومدارسةِ أحكامِ التلاوةِ والتجويدِ، في أجواءٍ إيمانيةٍ وروحانيةٍ عامرةٍ.
فعاليات المنبر الثابت
وعلى جانبِ آخر، عُقِدت فعالياتُ "المنبرِ الثابتِ" بالتعاون بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف في ثلاثةٍ وثلاثين مسجدًا، بمشاركةِ الوعّاظ من الأزهرِ الشريف، إلى جانبِ أئمةِ المساجدِ التي احتضنت النشاطَ، وقد دارت الخُطَبُ والدروسُ حولَ موضوعٍ موحّدٍ حدَّدته الوزارةُ بعنوان: "عنايةُ الإسلامِ بحقوقِ الإنسان، التعليمُ نموذجًا".
وفي السياقِ نفسِه، واستكمالًا لخطتِها الدعويةِ لهذا الأسبوع، أُقيمت خمسٌ وثلاثون أمسيةً دينيةً، بالإضافة إلى خمسِ أمسياتٍ بمساجدَ رئيسيةٍ، ودار الحديثُ فيها حولَ موضوع: "أثرُ الوقتِ في حياةِ الإنسانِ المؤمن".
وقد تمَّ التأكيدُ خلالَ هذه الأمسياتِ على أنَّ الوقتَ هو رأسُ مالِ الإنسانِ، وأنَّه نعمةٌ عظيمةٌ إن أُهدرت ضاعت معها فرصُ النجاحِ والفلاحِ في الدنيا والآخرة، فالإنسانُ المؤمنُ يُدرِكُ أنَّ لحظاتِ عمرِه أمانةٌ سيسأل عنها بين يدي الله، حيث قال النبيُّ ﷺ:
"لا تزولُ قدما عبدٍ يومَ القيامةِ حتى يُسألَ عن أربعٍ: عن عمرِه فيما أفناهُ..." (رواه الترمذي)، كما جاء في القرآن الكريم قولُه تعالى: ﴿وَالْعَصْرِ . إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴾، فيه إشارةٍ إلى أنَّ النجاةَ مرهونةٌ بحُسنِ استثمارِ الوقتِ في الإيمانِ والعملِ الصالحِ.
وتناولت الأمسياتُ الحديثَ عن أنَّ الوقتَ وسيلةٌ لاغتنامِ الطاعاتِ، كما قال رسولُ الله ﷺ: "اغتنمْ خمسًا قبل خمس: شبابَك قبل هَرَمِك، وصحتَك قبل سَقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك" (رواه الحاكم)، وقال الحسنُ البصريُّ (رحمه الله): "يا ابنَ آدم، إنما أنتَ أيامٌ، كلما ذهبَ يومٌ ذهبَ بعضُك"، في دلالةٍ على خطورةِ إهمالِ الوقتِ وأنَّه السبيلُ الوحيدُ لبناءِ العملِ الصالحِ.
وأكّدَ المشاركونَ في هذه الأمسياتِ على أنَّ تعظيمَ الوقتِ وحُسنَ استثمارِه من علاماتِ صدقِ الإيمانِ، وهو بابٌ من أعظمِ أبوابِ القربِ من الله، وسببٌ لرفعةِ الدرجاتِ وسلامةِ العاقبةِ، مصداقًا لقوله تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ".
ومن المقرَّر أن تواصلَ مديريةُ أوقافِ مطروحَ فعالياتِها الدعويةَ غدًا وبعدَ غد، ليُختتمَ الأسبوعُ بحفلٍ دينيٍّ كبيرٍ تنظّمه المديريةُ بمناسبةِ العامِ الهجريِّ الجديد، عقبَ مغربِ يوم الخميسِ المقبل، ليكونَ خيرَ ختامٍ لعامٍ مضى، وأفضلَ فاتحةٍ لعامٍ جديدٍ بإذن الله تعالى.