هدنة أم استراحة؟ .. كيف تدخل ترامب في الصراع الإيراني الإسرائيلي؟

أوضح الكاتب الصحفي وعضو مجلس الشيوخ، عماد الدين حسين، أن التدخل المفاجئ للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لفرض وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل جاء بعد أن تمكن كلا الطرفين من تحقيق أهداف استراتيجية على الأرض، مشددًا على أن هذه الهدنة لا تعني انتهاء المعركة، بل تمثل "نهاية جولة ضمن حرب طويلة الأمد لا تزال رحاها دائرة".
وأكد عماد الدين حسين، في مداخلة عبر قناة "إكسترا نيوز" مع الإعلامية شاهندة عبدالرحيم، أن قرار التهدئة يعكس رغبة أمريكية في احتواء التصعيد دون الدخول في حرب شاملة قد تمتد إلى باقي المنطقة، خصوصًا بعدما بات واضحًا أن التصعيد تجاوز الخطوط الحمراء.
إنجازات إسرائيلية
وأشار عماد الدين حسين إلى أن إسرائيل حققت مجموعة من الأهداف الجوهرية خلال العمليات العسكرية، من أبرزها: "تدمير البنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، ضرب منظومات الدفاع الجوي، استهداف مراكز إنتاج الصواريخ ومخازنها، اغتيال علماء وخبراء نوويين بارزين
واعتبر عماد الدين حسين أن هذه الإنجازات تمثل "ضربات نوعية"، خصوصًا مع صمت إيران الدولي وغياب ردود فعل حاسمة من الأطراف الدولية المعنية بالملف النووي.
التصعيد ثم الدعوة للحوار
وصف عماد الدين حسين أسلوب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب بأنه يميل إلى التصريحات المتضادة، حيث يهدد بالتصعيد العسكري ثم يتحدث عن الحوار السياسي، ورغم وضوح هذا النمط في إدارته للأزمات، إلا أن تقارير أشارت إلى أن ترامب مارس ضغوطًا مباشرة على الحكومة الإسرائيلية لوقف العمليات العسكرية، رغم أن تل أبيب كانت ترغب في استكمال ما تبقى من بنك أهدافها داخل الأراضي الإيرانية.
صمود النظام السياسي
من الجانب الإيراني، رأى عماد الدين حسين أن طهران تعتبر حفاظها على استقرار النظام السياسي وعدم انهياره في وجه الضربات، إنجازًا بحد ذاته، كما أن عدم تمكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية من مراقبة الأنشطة النووية الحالية بعد انسحابها من المواقع الحساسة، يمنح إيران مساحة لمواصلة مشروعها النووي بطرق جديدة وغير مراقبة.
وكشف عماد الدين حسين أن هناك معلومات تفيد بإخلاء مواقع نووية حساسة مثل نطنز وفوردو وأصفهان من المواد المخصبة قبل القصف الإسرائيلي، وهو ما حدّ من التأثير الفعلي للضربات العسكرية على قدرة إيران النووية.

ماذا بعد الهدنة؟
واختتم عماد الدين حسين تصريحاته بالتأكيد على أن الحديث عن المنتصر أو المهزوم في هذه الجولة لا يزال مبكرًا، فالمعادلة لا تُحسم بالضربات العسكرية وحدها. وأكد أن ما سيحسم المشهد في النهاية هو ما ستفعله إيران بأذرعها في الإقليم، ومدى قدرتها على إعادة تشغيل أجهزة الطرد المركزي، في ظل تهديدات إسرائيلية متواصلة بـ"ضرب المشروع النووي من جديد إذا أُعيد بناؤه".