عاجل

الصحة النفسية للشباب محور تعاون الكنيسة مع "الشباب والرياضة"

توقيع بروتوكول التعاون
توقيع بروتوكول التعاون

في خطوة جديدة تعكس حرص الكنيسة القبطية الأرثوذكسية على دعم الشباب المصري نفسيًا ومجتمعيًا، وقّعت اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان بالكنيسة بروتوكول تعاون مشترك مع وزارة الشباب والرياضة ممثلة في مكتب "فن إدارة الحياة"، وذلك في إطار تعزيز الشراكة المؤسسية لخدمة قضايا الصحة النفسية والتنمية الشاملة.

بروتوكول تعاون

وجاء توقيع البروتوكول خلال مراسم افتتاح المقر الدائم لمكتب فن إدارة الحياة التابع للوزارة، والواقع بمركز الابتكار الشبابي والتعلم بجزيرة الزمالك، وذلك بحضور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، وعدد من القيادات الشبابية والكنسية.

ومثّل الكنيسة في مراسم التوقيع القس موسى فتحي، سكرتير اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان، وذلك بتكليف من نيافة الأنبا ميخائيل، أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة ومقرر اللجنة المجمعية للصحة النفسية.

توعية نفسية للمراهقين

ويهدف هذا التعاون إلى تنفيذ برامج تدريبية وتوعوية مشتركة في مجال الصحة النفسية والمهارات الحياتية، موجهة خصيصًا لفئة الشباب والمراهقين، وذلك ضمن رؤية وطنية شاملة تهدف إلى بناء وعي نفسي متوازن وسليم، وتمكين الأجيال الجديدة من التعامل الإيجابي مع التحديات اليومية، والضغوط الاجتماعية والنفسية، والوقاية من الإدمان والتطرف السلوكي.

وأكدت اللجنة المجمعية للصحة النفسية أن البروتوكول يأتي ضمن استراتيجية الكنيسة لتفعيل الدور المجتمعي المتكامل للمؤسسات الدينية، وتعزيز الشراكة مع مؤسسات الدولة في معالجة القضايا الملحّة التي تواجه المجتمع المصري، وعلى رأسها دعم الصحة النفسية للمواطنين، التي باتت تمثل تحديًا عالميًا في عصر الاضطرابات المتسارعة.

نموذج لتكامل الأدوار

ومن جانبه، عبّر الدكتور أشرف صبحي عن سعادته بتوقيع هذا البروتوكول، معتبرًا أنه يُمثل نموذجًا ناجحًا لتكامل الأدوار بين المؤسسات الدينية والمدنية لخدمة المجتمع، مشددًا على أن الوزارة تولي اهتمامًا كبيرًا بملف الصحة النفسية، وخاصة في المراكز الشبابية، عبر وحدات التوعية والتدخل المبكر وبرامج المهارات الحياتية، التي تستهدف تطوير شخصية الشاب المصري ليكون أكثر وعيًا وإيجابية وقدرة على اتخاذ القرار.

كما أشاد الوزير بالدور الرائد للكنيسة القبطية في دعم القيم الإنسانية والتنشئة المتوازنة، مشيرًا إلى أن التعاون مع اللجنة المجمعية للصحة النفسية ومكافحة الإدمان يفتح آفاقًا واعدة للعمل المشترك في المحافظات المختلفة من خلال أنشطة مشتركة وورش عمل وحملات توعوية.

دعم المتضررين نفسيًا

وتعد اللجنة المجمعية للصحة النفسية إحدى اللجان المتخصصة بالمجمع المقدس للكنيسة القبطية، وتُعنى بتقديم خدمة متكاملة للصحة النفسية من منظور روحي وعلمي، وتشمل أنشطتها التوعية، التدريب، تقديم الدعم النفسي للمتضررين، والإرشاد الأسري، إلى جانب محاربة الإدمان ومواجهة التحديات النفسية التي تواجه الشباب في العصر الرقمي.

وقد نظّمت اللجنة خلال السنوات الماضية عدة مؤتمرات وورش تدريبية للعاملين في الخدمة الكنسية، بالإضافة إلى إعداد كوادر خدمية مؤهلة للعمل في مجال الإرشاد النفسي داخل الكنائس، بالتعاون مع متخصصين في الطب النفسي والتربية.

برامج توعية للشباب

ويُتوقع أن يُسهم هذا البروتوكول في تقديم برامج توعية عملية داخل مراكز الشباب والكنائس، وتوفير منصات حوار مفتوحة حول القضايا النفسية، وتشجيع الشباب على التعبير عن مشكلاتهم وطلب المساعدة في أجواء آمنة خالية من الوصم الاجتماعي.

كما يتضمن البروتوكول تطوير دليل تدريبي موحد يتناول موضوعات مثل: إدارة المشاعر، التفكير النقدي، مواجهة الضغط، اتخاذ القرار، والوعي بمخاطر الإدمان، بما يتناسب مع الخصوصية الثقافية والدينية للمجتمع المصري.

رسالة مشتركة

يؤكد هذا التعاون بين الكنيسة القبطية ووزارة الشباب، أن الصحة النفسية قضية وطنية بالأساس، تتطلب تضافر جميع القوى الفاعلة في المجتمع، من مؤسسات دينية، تعليمية، وصحية، لبناء أجيال أكثر تماسكًا وتوازنًا.

كما يجسد البروتوكول رؤية الكنيسة الأرثوذكسية في تقديم إسهام ملموس في القضايا المجتمعية الكبرى، عبر خطاب يدمج بين الروحي والعملي، ويساند الشباب في بناء مستقبلهم من الداخل إلى الخارج.

تم نسخ الرابط