«دى مش زلة لسان» .. نهاد أبو القمصان ترد على الفنان مراد مكرم

تسببت تصريحات الفنان مراد مكرم، فى إثارة موجه من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تعليقه الذي اعتبره البعض إساءة لمقولة "البنت زي الولد"، مما دفع الناشطة الحقوقية نهاد أبو القمصان إلى الرد فى مداخلة هاتفية في برنامج "الستات" المذاع على قناة النهار.
أكدت نهاد أبو القمصان، أن تعليق مكرم لم يكن بريئًا أو مجرد نقل لموروث شعبي، بل عبّرعن رؤية شخصية تبناها بشكل ساخر من قيم المساواة والعدالة بين الجنسين، مشيرة إلى أن طريقة الطرح المستفزة تضع صاحبها في خانة من لا يؤمن بالمساواة، سواء أدرك ذلك أم لا.
احترام المرأة يبدأ بندائها باسمها
وشدّدت أبو القمصان على أن نداء المرأة باسمها ليس عيبًا ولا خروجًا عن التقاليد، بل هو تعبير عن الاحترام والاعتراف بكيانها وهويتها. واستشهدت بتقاليد المصريين القدماء والأنبياء والكتب السماوية التي ذكرت أسماء النساء صراحة، مثل السيدة مريم والسيدة عائشة.
وقالت نهاد أبو القمصان: "زمان كان الجد الفلاح بينادي على الست بـ‘ست الهوانم’ أو ‘يا ست أبوها’، ماكانش بيتكسف يقول اسمها، مين اللي قرر دلوقتي إن اسم الست عيب؟ ده مش من الأصول، ده تخلف ثقافي بيتعامل مع الست على إنها عورة".
الموروث الخاطئ لا يبرر الإهانة
واعتبرت نهاد أبو القمصان أن مكرم خلط بين "الأصول" و"الموروثات الخاطئة"، قائلة: "فيه ناس بتفتكر إن نداء المرأة باسمها ممكن يعرضها للتحرش، طب بدل ما نلغي اسمها، نحاسب اللي يسيء ليها بالقانون".
وأشارت نهاد أبو القمصان، إلى أن القانون المصري يجرّم التحرش والتنمر ويعاقب عليهما بالسجن، داعية إلى استخدام منظومة القيم الصحيحة بدلاً من العودة إلى الوراء بذريعة الحماية.
المرأة كيان قانوني مستقل
أكدت نهاد أبو القمصان، أن المرأة شخصية اعتبارية قانونية مستقلة، تمامًا كالرجل، وأن تسميتها بـ"أم فلان" أو "مدام فلان" ما هي إلا امتداد لثقافة تنسب المرأة للرجل وتحرمها من اسمها ووجودها الشخصي، رغم أنها تعمل وتشارك في المجتمع بكفاءة وفاعلية.
كما أوضحت نهاد أبو القمصان أن تعبير "مدام فلان" الذي يستخدمه البعض كمبرر اجتماعي، هو في أصله مستورد من الثقافة الأوروبية القديمة التي كانت تنكر استقلالية المرأة، في حين أن المرأة المصرية عبر التاريخ كانت تحظى بمكانة واسم وهوية محفوظة.
نداء لوقف التنمر الإلكتروني
وانتقدت نهاد أبو القمصان أيضًا ما وصفته بـ"الصفحات الوهمية على السوشيال ميديا" التي تهاجم المدافعين عن حقوق المرأة، وتروج لأفكار مغلوطة بعبارات دينية أو أخلاقية زائفة، مؤكدة أن كثيرًا من هذه الصفحات يديرها إما أفراد يخفون أسماءهم الحقيقية لأسباب اجتماعية أو لجان إلكترونية موجهة، هدفها ضرب الوعي وتشويه مفاهيم المساواة والكرامة الإنسانية.
نداء للفنانين .. أنتم سفراء الوعي
وجهت نهاد أبو القمصان رسالة مباشرة للفنان مراد مكرم، قائلة: "أنت فنان ومثقف، والمفروض تكون نموذج يُحتذى في الدفاع عن القيم الإنسانية، اللي كتبته في البوست متناقض تمامًا مع الصورة اللي بتظهر بها قدام الناس".
وأضافت نهاد أبو القمصان: "دي مش زلة لسان، لكن فرصة نراجع نفسنا ونشوف احنا بننشر إيه، أنت مش مجرد فنان، أنت صانع وعي، والمسؤولية عليك أكبر".

المساواة ليست موضة
اختتمت نهاد أبو القمصا،ن حديثها بالتأكيد على أن المساواة ليست موجة عابرة أو شعارًا رومانسيًا، بل هي حق أصيل كفلته الشرائع السماوية والدساتير الحديثة، ويجب على كل مثقف أو مسؤول في المجتمع أن يدافع عنه بكل احترام، قائلة: "الكرامة مش خيار.. الكرامة حق. ولو ما كانش عندك الجرأة تنادي المرأة باسمها، يبقى لازم تراجع ثقافتك، مش تهاجم حقوقها".
وأكدت نهاد أبو القمصان في النهاية تقديرها للفنان مراد مكرم، مشيرة إلى أن ما حدث يجب أن يكون فرصة لإعادة التفكير في الألفاظ والسلوكيات التي تُستخدم في حياتنا اليومية، داعية إلى لغة تحترم الجميع وتدافع عن إنسانيتهم، دون استثناء.