عاجل

عطش وظلام في عقار 113 بشبرا.. مأساة عائلة تعيش على المساعدات وتنتظر الترميم

ضحايا عقار شبرا مصر
ضحايا عقار شبرا مصر

وسط واحدة من أكثر المناطق كثافة وازدحاماً في القاهرة، تقف مأساة أسر كاملة كشاهد حي على إهمال لا يرحم، وقرارات لا تنفذ، وأرواح ضائعة تدفع ثمن صمت الجهات المسؤولة.

بداخل قلب منطقة شبرا مصر، خلف واجهة قديمة للعقار رقم 113، تعيش ياسمين جمال وأسرتها، وجميع قاطني العقار مأساة يومية منذ ما يزيد عن عامين.

مأساة قطاني العقار 113 بدأت بقرار ترميم لم ينفذ، وتفاقمت بقطع الكهرباء والمياه والغاز من صاحب العقار، ولم تنته حتى اليوم، بل راح ضحيتها اثنين من السكان، أحدهم والد ياسمين نفسه والآخرى والدة أحد جيران ياسمين يدعى جورج.

تسرد ياسمين بصوت خافت وحزين ما حدث حيث تقول العقار صدر له قرار ترميم من مجلس الوزراء في 2023 بعد عدد من الشكاوى والاستغاثات، وقالوا إنه يحتاج لترميم شامل، ولكن من وقتنا هذا لم يتم أي ترميم، لا المحافظ نفذ، ولا حد سمعنا. اللي حصل بالعكس تمامًا، حيث استصدر المالك قرار بهدم المنزل، وقرر يفصل كل حاجة، غاز، كهرباء، مياه، وسبنا نعيش في الضلمة والعطش".
 

فصل المرافق لم يكن مجرد أزمة معيشية بل أصبح كارثة إنسانية حقيقية
تروي ياسمين لـ نيوز رووم كيف أدى غياب الكهرباء والمياه إلى تدهور حالة والدها، المريض بالسكري، بعد إصابته بقدم سكري لم يتلق العلاج اللازم في الوقت المناسب بسبب الظروف القاسية، ما أدى إلى وفاته، ولم تكن هذه الضحية الوحيدة، بل لحقت بها والدة أحد الجيران، الأستاذ جورج، وهي مريضة كانت تعتمد على جهاز أكسجين يعمل بالكهرباء، وحين انقطعت الكهرباء اضطرت لمغادرة المنزل في حالة حرجة، ثم توفيت بعد وقت قصير.

الناس فاكرة إننا بنبالغ لما نقول إننا بنعيش على مساعدات الجيران

تستكمل ياسمين معاناتها وهي تشير إلى خرطوم مياه صغير يخرج من نافذة شقة مجاورة ويدخل عبر شباك بيتها، الجيران بيركبوا لنا خرطوم مياه من بيتهم، وبيمدوا سلك كهرباء، وإحنا عايشين كده بقالنا أكتر من سنتين.
 

الوضع بات مأساوياً بكل المقاييس، والعقار لا يزال قائما لكنه بدون حياه بعد فصل كل المرافق عنه، وسكانه لا يملكون إلا الاستغاثات،  هذه كانت كلمات ياسمين وهي تقول: تقدمنا بعدد كبير من الشكاوى والاستغاثات، أرسلنا لمجلس الوزراء، لرئاسة الجمهورية، حتى بعدما صدرت رخصة هدم من حي الساحل، لجنة من الجهات الحكومية، جات وشافت إن العقار قابل للترميم، وفعلاً صدر قرار من مجلس الوزراء بترميم العقار بالكامل، بإشراف هندسي،  بس من وقتها والمحافظة مردتش تنفذ".

المأساة لا تتوقف عند حدود المعاناة اليومية، بل تتسع باتهامات بالتواطؤ من بعض الجهات مع مالك العقار، الذي يتعمد ذلك بحسب تصريحات السكان  لدفعهم للمغادرة بطرق غير قانونية، قائلين ان المالك فصل المرافق عشان يخلينا نمشي، وناس من الحي ساكتين أو ممكن يكونوا متعاونين معاه، لأنه كل لما بنقدم شكوى الموضوع بيتقفل من غير سبب.

تضيف ياسمين، وفي ظل غياب ردود رسمية، تعيش الأسرة، ومعهم عدد من الجيران، على الإعانات التي يقدمها أهل الخير من سكان المنطقة، طعام، مياه، وأحيانًا أدوية، المحامين لم نعرف مين معانا او ضدنا، و لكن حتى الان، لم يصدر أي رد فعلي واضح من الجهات المختصة.

كل اللي بنطلبه هو الرحمة

تقول ياسمين بتنهيدة طويلة، إحنا مش طالبين أكتر من حقنا، العقار له قرار ترميم من سنة 2023، واللجنة الهندسية من القوات المسلحة كانت واضحة إن العقار ممكن يترمم، ليه القرار ما اتنفذش؟ ليه اتنين من أهلينا يموتوا علشان إحنا عايشين من غير مرافق؟ ليه نعيش على صدقات الناس؟".

وتختتم ياسمين حديثها بمناشدة صادقة: عايزين حد يسمعنا، عايزين الجهات تنفذ قرار مجلس الوزراء، وتنفذ قرار الترميم وتحاسب اللي قطعوا المرافق وسايبينا كده، لأننا مش عارفين نعيش، ومش قادرين نموت.. إحنا ما بين الاتنين.

تم نسخ الرابط