مفاجأة طبية: التوتر والاكتئاب قد يكونان السبب الخفي وراء آلام الظهر

غالبًا ما يربط الناس بين آلام الظهر والمجهود البدني أو الجلوس الخاطئ، لكن ما لا يدركه كثيرون هو أن الضغوط النفسية والتوتر المزمن قد تكون السبب الكامن خلف هذه الآلام المتكررة، حتى دون وجود أسباب عضوية واضحة.
صحتك النفسية تنعكس على عمودك الفقري
في تقرير حديث نشره موقع "news.ru"، حذّرت الطبيبة الروسية المتخصصة في أمراض الأعصاب، يلينا بافلوفا، من أن التوتر والاكتئاب لا يؤثران فقط على الحالة النفسية والمزاجية للفرد، بل ينعكسان مباشرة على صحة الجهاز العضلي والعصبي، خاصة في منطقة الظهر والرقبة.
وأكدت أن استمرار الضغط النفسي يؤدي إلى استنزاف العناصر الغذائية المهمة التي تحتاجها العضلات للانبساط والراحة، ما يتسبب في تشنجات عضلية مزمنة قد تؤدي لاحقًا إلى آلام الظهرالشديدة.
نقص الفيتامينات يزيد من تفاقم الألم
وأوضحت بافلوفا أن من أكثر العناصر تأثرًا بالتوتر المزمن هي مجموعة فيتامينات B، لا سيما فيتامينات B6 وB9 وB12، التي تلعب دورًا حيويًا في دعم الجهاز العصبي وتخفيف الإشارات العصبية المرتبطة بالألم.
ومع انخفاض مستويات هذه الفيتامينات، تضعف قدرة الجسم على مقاومة التوتر، ويصبح أكثر عرضة للشعور بالألم، خصوصًا في مناطق العضلات المحيطة بالعمود الفقري.
اضطرابات النوم.. حلقة مفرغة تؤجج الألم
تقول الطبيبة: “الاكتئاب والتوتر يخلقان دائرة مفرغة؛ حيث يؤديان إلى اضطرابات في النوم وضعف في جودة الراحة الليلية، ما يؤثر سلبًا على عملية تجديد الخلايا العضلية والعصبية، ويُضعف قدرة الجسم على التعافي".
هذا النمط اليومي المتكرر يزيد من الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي، ويجعل الجسم في حالة استعداد دائم للتوتر، ما يُضاعف الضغط على العضلات والأعصاب ويزيد من شدة آلام الظهر والمفاصل.
العضلات تتقلص تحت ضغط العقل
من جانبها، أضافت الدكتورة أولغا تشيجيفسكايا، المتخصصة في الطب العصبي، أن التوتر العصبي المزمن يُعد أحد الأسباب المباشرة في ظهور تشنجات عضلية مؤلمة في منطقة الظهر.
وأوضحت أن هذه التشنجات تتسبب في ضغط عضلي غير طبيعي على الأعصاب والأوعية الدموية الدقيقة في الظهر، ما يؤدي إلى ضعف التروية الدموية، وظهور آلام متكررة، خصوصًا في أوقات العمل أو بعد الاستيقاظ من النوم.
العلاج يبدأ من الدماغ قبل العضلات
يشدد الأطباء على أن التعامل مع آلام الظهر الناتجة عن أسباب نفسية يجب أن يتم بطريقة شاملة لا تقتصر فقط على الأدوية المسكنة أو جلسات العلاج الطبيعي، بل تشمل:
- دعم الصحة النفسية من خلال تقنيات الاسترخاء والتأمل.
- ممارسة الرياضة الخفيفة المنتظمة كالمشي أو اليوغا.
- تحسين جودة النوم من خلال تنظيم مواعيد النوم والابتعاد عن الشاشات قبل النوم.
- تناول مكملات فيتامين B بإشراف طبي.
احذر أن يكون ألمك النفسي يرتدي قناعًا جسديًا، ربما آن الأوان لإعادة التفكير في مفهوم "الآلام العضلية"، فليست جميعها ناتجة عن مجهود بدني أو ضعف عضلي، بل إن كثيرًا منها ما هو إلا انعكاس لصراع داخلي وتوتر نفسي لم يُعالج بعد، اهتم بصحتك النفسية كما تهتم بجلستك ووضعية ظهرك، فقد يكمن الحل في عقلك أكثر مما تظن.